قال: أفرأيتم أمراً أراد الله أن يقضيه، هل يستطيع أحد من الناس ردهُ؟ قالوا: لا. قال: فبايعوه وأقاموا معه قال: أنشدكم بالله أيكم وليهُ؟ قالوا: أبو طالب، فلم يزل يناشده حتى رده أبو طالب وبعث معه أبو بكر بلالاً، وزودهُ الراهب من الكعك والزيت.
[فائدة حول موضوع الكشف للأولياء]
تحدثنا في كتابنا (تربيتنا الروحية) عما يسمى في اصطلاح العلماء بالكشف، وذكرنا هناك أدلة وجوده وإمكانية وقوعه، وههنا نقول:
إن الكشف في حق الأنبياء معجزة، وهو في حق الأولياء كرامة، فقد يكشف للنبي من أمر الغيب، وقد يكشف للنبي الشيء ولا يُكشف لمن هم معه، وذلك يمكن أن يكون لأولياء هذه الأمة، ومن سياق قصة الراهب بحيرا نعلم أنه من بقايا أهل الكتاب الذين حافظوا على ديانة المسيح نقية، ومن ثم فإن تعليلنا لبعض ما ورد فيها أنه كشف كوشف به الراهب بحيران فلقد كوشف بأمر محمد صلى الله عليه وسلم، وكوشف بسجود الشجر والحجر له عليه الصلاة والسلام.
* * *
معه: يعني: بايعوا بحيراً، ودخلوا معه في سلك الرهبنة.