للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٣٥ - عمرو بن العاص رضي الله عنه]

قال ابن كثير: عمرو بن العاص: بن وائل بن هشام بن سعد بن سهم عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي السهمي، أبو عبد الله، ويقال أبو محمد، أحد رؤساء قريش في الجاهلية، وهو الذي أ {سلوه إلى النجاشي ليرد عليهم من هاجر من المسلمين إلى بلاده فلم يجبهم إلى ذلك لعدله، ووعظ عمرو بن العاص في ذلك، فيقال إنه أسلم على يديه والصحيح أنه إنما أسلم قبل الفتح بستة أشهر هو وخالد بن الوليد، وعثمان بن طلحة العبدري، وكان أحد أمراء الإسلام، وهو أمير ذات السلاسل، وأمده رسول الله صلى الله عليه وسلم بمدد عليهم أبو عبيدة ومعه الصديق وعمر الفاروق، واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمان فلم يزل عليها مدة حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقره عليها الصديق، ثم إن الصديق بعثه في جملة من بعث من أمراء الجيش إلى الشام فكان ممن شهد تلك الحروب، وكانت له الآراء السديدة، والمواقف الحميدة، والأحوال السعيدة، ثم بعثه عمر إلى مصر فافتتحها واستنابه عليها، وأقره عليها عثمان بن عفان أربع سنين ثم عزله، وقد كان معدوداً من دهاة العرب وشجعانهم وذوي آرائهم وله أمثال حسنة وأشعار جيدة. وقد روي عنه أنه قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف مثل، ومن شعره:

إذا المرء لم يترك طعاماً يحبه ... ولم ينبه قلباً غاوياً حيث يمما

قضى وطراً منه وغادر سبة ... إذا ذكرت أمثالها تملاً الفما

ا. هـ. ابن كثير

وقال ابن حجر في الإصابة: عمرو بن العاص من بني عنزة بفتح المهملة والنون .. أسلم قبل الفتح في صفر سنة ثمان وقيل بين الحديبية وخيبر وكان يقول أذكر الليلة التي ولد فيها عمر بن الخطاب. وقال داخر المعافري: رأيت عمراً على المنبر أدعج (١) أبلج (٢) قصير القامة وذكر الزبير بن بكار والواقدي بسندين لهما أن إسلامه كان على يد النجاشي وهو بأرض الحبشة. وذكر الزبير بن بكار أن رجلاً قال لعمرو: ما أبطأ بك عن الإسلام وأنت


(١) أدعج: شديد سواد العين مع شدة بياض ما يحيط بالسواد.
(٢) أبلج: بعيد ما بين الحاجبين.

<<  <  ج: ص:  >  >>