تتبع هذه الروايات وجمعها في كتاب مع التحليل والتعليل.
[الفرج بعد الشدة]
والى رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوته في مكة بعد رحلة الطائف، وفي أوائل السنة الحادية عشر للبعثة اجتمع مع وفد من الأوس، جاءوا يطلبون النصرة والحلف من قريش بعد وقعة بعاث التي كانت بينهم وبين أقاربهم من الخزرج، فتجاوب أحد أعضاء الوفد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي موسم الحج من السنة الحادية عشرة للبعثة استجاب ستة من الخزرج لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما رجع هؤلاء إلى المدينة المنورة حملوا إليها رسالة الإسلام حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر لرسول الله، وفي السنة الثانية عشرة من النبوة وفي موسم الحج وفد اثنا عشر رجلاً من المدينة المنورة فيهم خمسة من الستة الذين استجابوا في عام سابق وكان منهم عشرة من الخزرج واثنان من الأوس وكانت بيعة العقبة الأولى، وأرسل الرسول مع هؤلاء مصعب بن عمير ليعلمهم ويقوم بالدعوة إلى الله، ودخل الناس في دين الله أفواجاً وخاصة بعد أن أسلم سعد بن معاذ وأسيد بن حضير، وقبل حلول موسم الحج التالي عاد مصعب بن عمير إلى مكة ليبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حدث وليهيئ لبيعة العقبة الثانية، وفي موسم الحج من السنة الثالثة عشرة للبعثة تمت بيعة العقبة الثانية وكانت بعدها الهجرة.
وخلال هذه السنوات الثلاث بقي البلاغ مستمراً، وحدثت أثناءها حادثة الإسراء.
وهناك حادثة نرجح أنها حدثت في هذه المرحلة وهي حادثة تكسيره عليه الصلاة والسلام لبعض الأصنام، ومن ثم سنعرض لكل هذا بالتفصيل.