للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فخرجت فيمن خرج، أريهم أنني أطلبه معهم، فوجدوا الحمار، فدخلوا ودخلت، فأغلقوا باب الحصن ليلاً، فوضعوا المفاتيح في كوة حيث أراها، فلما ناموا أخذت المفاتيح، ففتحت باب الحصن، ثم دخلت عليه ... ثم ذكر نحوه في قتل أبي رافع ووقوعه من السلم، قال: فوثئت رجلي، فخرجت إلى أصحابي، فقلت: ما أنا ببارح حتى أسمع الناعية، فما برحت حتى سمعت نعايا أبي رافع تاجر أهل الحجاز، قال: فقمت وما بي قلبة، حتى أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرناه.

قال ابن حجر: وفي هذا الحديث من الفوائد جواز اغتيال المشرك الذي بلغته الدعوة وأصر، وقتل من أعان على رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده أو ماله أو لسانه، وجواز التجسيس (١) على أهل الحرب وتطلب غرتهم، والأخذ بالشدة في محاربة المشركين، وجواز إبهام القول للمصلحة، وتعرض القليل من المسلمين للكثير من المشركين؛ والحكم بالدليل والعلامة لاستدلال ابن عتيك على أبي رافع بصوته، واعتماده على صوت الناعي بموته، والله أعلم.

٤٧٨ - * روى مالك عن عبد الرحمن بن كعب رضي الله عنهما أنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين قتلوا ابن أبي الحقيق عن قتل النساء والولدان؟ قال: فكان رجل منهم يقول: برحت بنا امرأة ابن أبي الحقيق بالصياح، فأرفع السيف عليها، ثم أذكر نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأكف ولولا ذلك استرحنا منها.

* * *


=وثئت: قدمه فهي موثوءة - تهمز ولا تهمز -: إذا توجعت وتألمت، والمراد به ها هنا: أنها انخلعت وكادت.
الناعية: النادبة والنائحة، والجمع: النعايا، ويكون للرجل، والهاء فيه زائدة للمبالغة، لا للتأنيث.
برحت: برح به الأمر، أي أضر به ولقي منه شدة.
قلبة: يقال ما به قلبة: أي ما به من ألم يحتاج أن ينقلب ليبصر، وقيل هو من القلبة، وهو داء يأخذ البعير في قلبه فيقتله.
(١) التجسيس: تجسس الخبر: جسه، ومنه الجاسوس، من يتجسس الأخبار.
٤٧٨ - مالك في الموطأ (٢/ ٤٤٧) ٢١ - كتاب الجهاد - ٣ - باب النهي عن قتل النساء والولدان في الغزو. قال ابن عبد البر: اتفق رواة الموطأ على إرساله.
برحت: برح به الأمر: أضر به ولقي منه شدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>