من الأزد ولحق بهما عكرمة بن أبي جهل بأمر من الصديق، والتقى المسلمون بالمرتدين، وكان قتال شديد ضار، وابتلي المسلمون وكادوا أن يولوا مدبرين لولا أن الله من عليهم بالمدد في الساعة الحاسمة من بني ناجية وعبد القيس فكان النصر المبين، وفر المرتدون لا يلوون على شيء، وقتل منهم عشرة آلاف مقاتل، وغنم المسلمون الذراري والأموال.
ومضى المسلمون نحو مَهْرة اليمن بقيادة عكرمة وكان فيها أميران المصبح المحاربي وشخريت، وقد دبت بينهما عقارب العداوة والشحناء فاستمال عكرمة شخريتا فانضم إليه وأصر المصبح على عناده وطغيانه مغتراً بكثرة عدده وعُدده، فهزمه المسلمون شر هزيمة وقتل خلق كثير من قومه وغنم المسلمون أموالهم.
ولقد كانت فتنة الردة ضخمة، وكان أبو بكر لها بالمرصاد، قطع دابرها، وطهر الأرض من أرجاسها وأدناسها، ووطد دعائم الدولة الإسلامية وواجهها بالحزم والعزم والثبات، وقد عقد الألوية لأحد عشر قائداً في وقت واحد:
١ - خلد بن الوليد ووجهته طليحة بن خويلد فإذا فرغ سار إلى مالك بن نويرة في البطاح.
٢ - عكرمة بن أبي جهل وأمره بمسيلمة.
٣ - المهاجر بن أبي أمية: اليمن.
٤ - عمرو بن العاص ووجهته قضاعة ووديعة والحارث.
٥ - سعيد بن العاص ووجهته مشارف الشام.
٦ - حذيفة بن محصن الغلفائي وأمره بأهل دبا بعمان.
٧ - عرفجة بن هرثمة ووجهته مهرة اليمن.
٨ - شُرحْبيل بن حسنة، بعثه الصديق في إثر عكرمة لقتال مسيلمة الكذاب، وأمره باللحاق بعمرو بن العاص عند الفراغ من قتال مسيلمة.