للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خلفٍ، يا عتبةُ بن ربيعة، يا شيبة بن ربيعة، أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقاً، فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقاً" فسمع عمر قول النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يارسول الله، كيف يسمعوا؟ وأني يُجيبوا وقد جيفُوا؟ قال: "والذي نفسي بيده، ما أنتمُ بأسمع لما أقولُ منهم، ولكنهم لا يقدرون أن يُجيبوا"، ثم أُمِرَ بهم فسُحبوا، فأُلقُوا في قليب بدرٍ.

قال النووي: (ما أنتم بأسمع لما أقول منهم): قال المازري: قال بعض الناس: الميت يسمع عملاً بظاهر الحديث ثم أنكره المازري وادعى أن هذا خاص في هؤلاء ورد عليه القاضي عياض وقال: يحمل سماعهم على ما يحمل عليه سماع الموتى في أحاديث عذاب القبر وفتنته التي لا مدفع لها وذلك بإحئايهم أو إحياء جزء منهم يعقلون به ويسمعون في الوقت الذي يريد الله. أهـ.

هذا كلام القاضي وهو الظاهر المختار الذي تقتضيه أحاديث السلام على القبور والله أعلم. ولأن عائشة رضي الله عنها كان لها تحفظ على بعض هذه الروايات فقد قال ابن حجر في الفتح:

ومن الغريب أن في المغازي لابن إسحق رواية يونس بن بكير بإسناد جيد عن عائشة مثل حديث أبي طلحة وفيه "ما أنتم بأسمع لما أقول منهم" وأخرجه أحمد بإسناد حسن، فإن كان محفظاً فكأنها رجعت عن الإنكار لما ثبت عندها من رواية هؤلاء الصحابة لكونها لم تشهد القصة، قال الإسماعيلي: كان عند عائشة من الفهم والذكاء وكثرة الرواية والغوص على غوامض العلم مالا مزيد عليه، لكن لا سبيل إلى رد رواية الثقة إلا بنص مثله يدل على نسخه أو تخصيصه أو استحالته، فكيف والجمع بين الذي أنكرته وأثبته غيرها ممكن.

٣٧١ - * روى الحاكم عن أمامة بن سهل قال: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وآله


جيفوا: جاف القتيلُ وجيف: إذا أنتن.
القليبُ: البئر يذكر ويؤنث.
٣٢١ - المستدرك (٣/ ٢١٨) وقال: هذا حديث صحيح علىش رط مسلم ولم يخرجاه: وسكت عنه الذهبي. ... =

<<  <  ج: ص:  >  >>