للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بيده، ما أنتم بأسمع لما أقولُ منهم" قال قتادة: أحياهم الله حتى أسمعهم قوله، توبيخاً، وتصغيراً، ونقمة، وحسرة، وندماً.

قال صاحب فتح الباري: وسيأتي من حديث البراء أن قتلى بدر من الكفار كانوا سبعين، وكأن الذين طرحوا في القليب كانوا الرؤساء منهم ثم من قريش، وخصوا بالمخاطبة المذكورة لما كان تقدم منهم من المعاندة، وطرح باقي القتلى في أمكنة أخرى. وأفاد الواقدي أن القليب المذكور كان حفره رجل من بني النار فناسب أن يلقي فيه هؤلاء الكفار. قوله: (على شفة الركي) أي طرف البئر، وفي رواية الكشميهني (على شفير الركي) والركي بفتح الراء وكسر الكاف وتشديد آخره: البئر قبل أن تطوى. والإطواء جمع طوى وهي البئر التي طويت وبنيت بالحجارة لتثبت ولا تنهار، ويجمع بين الروايتين بأنها كانت مطوية فاستهدمت فصارت كالركي. قوله: (فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم: يا فلان بن فلان) في رواية حميد عن أنس (فنادى يا عتبة بن ربيعة، ويا أمية بن خلف، ويا أبا جهل بن هشام) أخرجه ابن إسحق وأحمد وغيرهما، وكذا وقع عند أحمد ومسلم من طريق ثابت عن أنس، فسمى الأربعة، لكن قدم وأخر، وسياقه أتم. قال في أوله: (تركهم ثلاثة أيام حتى جيفوا) فذكره، وفيه من الزيادة: فسمع عمر صوته فقال: يا رسول الله أتناديهم بعد ثلاث، وهل يسمعون؟ أهـ.

٣١٩ - * روى الطبراني عن عبد الله بن مسعود قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل القليب فقال: "يا أهل القليبِ هل وجدتم ما وعد ربكُم حقاً فإني وجدتُ ما وعدني ربي حقاً" قالوا: يا رسول الله هل يسمعُونَ ما تقول؟ قال: "ما أنتم بأسمع لما أقول مهم ولكنهم اليوم لا يجيبون".

٣٢٠ - روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك قتلى بدرٍ ثلاثاً، ثم أتاهم، فقام عليهم، فناداهم فقال: "يا أبا جهل بن هشام، يا أميةُ بنُ


٣١٩ - أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ٩١) وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
٣٢٠ - مسلم (٤/ ٢٣٠٣) ٥١ - كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها - ١٧ - باب: عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر، والتعوذ منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>