للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صلى الله عليه وسلم من بدرٍ قيل له: عليك العيرُ، ليس دُونها شيءٌ، قال: فناداه العباس وهو في وثاقِهِ: لا يصلحُ، وقال لأن الله وعدك إحدى الطائفتين، وقد أعطاك ما وعدك.

قال صاحب الفتح الرباني: العير بكسر العين الإبل بأحمالها يعني عير أبي سفيان التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج بالمسلمين من المدينة يريدها فبلغ ذلك أهل مكة فأسرعوا إليها وسبقت العير المسلمين، فلما فاتهم العدو نزل النبي صلى الله عليه وسلم بالمسلمين بدراً فوقع القتال، وهذه العير يقال كانت ألف بعير وكان المال خمسين ألف دينار وكان فيها ثلاثون رجلاً من قريش وقيل أربعون وقيل ستون، (ليس دونها شيء) أي ليس دون العير شيء يزاحمك، (فناداه العباس) يعني ابن عبد المطلب وكان إذ ذاك أسيراً (في وثاقه) بكسر الواو وفتحها ما يشد به من قيد وحبل ونحوهما (لايصلح لك) أي لا ينبغي لك. المراد بالطائفتين العير والنفير فكان في العير أبو سفيان ومن معه كعمرو بن العاص ومخرمة بن نوفل وما معه من الأموال، وكان في النفير أبو جهل وعتبة بن ربيعة وغيرهم من روساء قريش، زاد الترمذي قال: أي النبي صلى الله عليه وسلم (صدقت) أي فيما قلت. أهـ.

٣١٨ - * روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن أبي طلحة قال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم، أمر يوم بدرٍ بأربعة وعشرين رجلاً من صناديد قُريش، فقذفوا في طويٍّ من أطواء بدرٍ خبيثٍ مُخبثٍ، وكان إذا ظهر على قومٍ أقام بالعرصة ثلاث ليالٍ، فلما كان ببدر اليوم الثالث: أمر براحلته فشد عليها رحلها، ثم مشى، واتبعه أصحابه، وقالوا: ما نرى ينطقُ إلا لبعض حاجته حتى قام على شفة الرِّكيِّ فجعل يُناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم: "يا فلانُ بن فلانٍ، ويا فلان بن فلانٍ، أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله؟ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟ " فقال عمر: يا رسول الله ما تُكلم من أجسادٍ لا أرواح لها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسُ محمدٍ


= وأحمد في مسنده (١/ ٣٢٩).
٣١٨ - البخاري (٧/ ٣٠٠) ٦٤ - كتاب المغازي - ٨ - باب: قتل أبي جهل. ومسلم (٤/ ٣٢٠٤) ٥١ - كتاب الجنة وصفة نعيمه وأهلها - ١٧ - باب: عرض مقعد الميت من الجنة أو انار عليه.
عرصة الدار: ساحتها.
الرحل: رحل البعير: ما يوضع على ظهره للركوب فكل شيء بعد الرحيل من وعاء للمتاع وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>