أن بعض الروايات فيها ذكر لصلاة الخوف، مع اتفاق الجميع أن صلاة الخوف نزلت بعد غزوة الأحزاب، فقد رأى بعضهم أن غزوة ذات الرقاع هذه، لم تكن في السنة الرابعة، ولكن المحققين من كتاب السير يرون أنها في السنة الرابعة وعلى هذا فلابد من التمييز بين رواياتها وروايات الغزوات الأخرى وإعطاء كل غزوة اسمها المناسب، ونحن سنتخير من الروايات والتحقيقات ما لا يكون فيه تناقض مع ما ذهب إليه المحققون في كل.
وننقل بين يدي ذلك ما قاله ابن حجر في الفتح كدليل على أن هذه الغزوة تختلط بغيرها ولذلك وقع اللبس:
قال ابن حجر:
(باب غزوة ذات الرقاع) هذه الغزوة اختلف فيها متى كانت، واختلف في سبب تسميتها بذلك. وقد جنح البخاري إلى أنها كانت بعد خيبر، واستدل لذلك في هذا الباب بأمور سيأتي الكلام عليها مفصلاً، ومع ذلك ذكرها قبل خيبر فلا أدري هل تعمد ذلك تسليماً لأصحاب المغازي أنها كانت قبلها كما سيأتي، أو أن ذلك من الرواة عنه، أو إشارة إلى احتمال أن تكون ذات الرقاع اسماً لغزوتين مختلفتين كما أشار إليه البيهقي، على أن أصحاب المغازي مع جزمهم بأنها كانت قبل خيبر مختلفون في زمانها، فعند ابن إسحاق أنها بعد بني النضير وقبل الخندق سنة أربع، قال ابن إسحاق: أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد غزوة بني النضير شهر ربيع وبعض جمادى - يعني من سنته - وغزا نجدا يريد بني محارب وبني ثعلبة من غطفان، حتى نزل نخلا وهي غزوة ذات الرقاع. اهـ.
وبمناسبة رواية البخاري عن جابر (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بنخل فذكر صلاة الخوف) قال ابن حجر:
أورده مختصراً معلقاً لأن غرضه الإشارة إلى أن روايات جابر متفقة على أن الغزوة التي وقعت فيها صلاة الخوف هي غزوة ذات الرقاع، لكن فيه نظر لأن سياق رواية هشام عن أبي الزبير هذه تدل على أنه حديث آخر في غزوة أخرى، وبيان ذلك أن في الحديث عند الطيالسي وغيره أن المشركين قالوا: دعوهم فإن لهم صلاة هي أحب إليهم من أبنائهم، قال فنزل جبريل فأخبره؛ فصلى بأصحابه العصر، وصفهم صفين، فذكر صفة صلاة الخوف،