للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يفتقدونها، وكان تصميمهم على المعركة شاملاً وكفاءتهم القيادية والقتالية عالية جداً يظهر ذلك من تصرفات أبي سفيان وخالد وبني عبد الدار حملة اللواء، ومع ذلك هزموا ابتداء وتكافؤوا انتهاء، ولولا غلطة الرماة لم تكن إلا الهزيمة، هذا مع أن العدو أربعة أضعاف ونيف، والخيل كانت عندهم كلها على قول وكانت أربعة أضعاف على قول آخر وهكذا، ولقد عوض رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النقص في العدد والعدة بحسن التخطيط والاستفادة من الأرض ولكنه في النهاية لا تعليل إلا الإيمان وإلا التأييد الرباني وفعل الله لرسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين.

٤ - بعد سنتين ونيف من قيام الدولة الإسلامية في المدينة تبين أن ثلث الجيش الإسلامي لا يزال خارجاً عن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك في الحقيقة أكبر سبر لوضع المجتمع المدني، إذ به عرف بالضبط المؤمن من غيره والمحصلة كانت ضخمة، فأن يستطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستخلص من زعامة عبد الله بن أبي الأكثرية المطلقة فذلك وحده كبير، والذي حدث بعد ذلك أكبر، فلقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والمنافقين قلة، فأن يستخلص رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثرية المنافقين من النفاق، والبقية الباقية لا تجرؤ إلا أن تعلن طاعتها فذلك نجاح ما بعده نجاح، وبمثل ذلك يقتدي المقتدون.

٥ - لقد كان عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد خمسة وخمسين عاماً ونيفاً، ولو أنك استعرضت الجهد الذي بذله عليه الصلاة والسلام الجمعة والسبت والأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء من شوال ذاك لرأيت عجباً فأي جسم هذا الجسم؟ وأي عقل هذا العقل؟ وأي روح هذه الروح؟ وأي نفس هذه النفس؟ إنه لا تعليل لاستمرار رسول الله صلى الله عليه وسلم على وتيرة واحدة دون عجز أو قصور أو تقصير أو وهن أو ضعف إلا أنها الرسالة عن الله رب العالمين وإلا صنع الله لرسوله صلى الله عليه وسلم على عينه.

٦ - لقد نزلت في أحد حوالي ستين آية من سورة آل عمران من قوله تعالى: (وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال ...) إلى قوله تعالى: (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه .......) (١) ونزل فيها بعض آيات من سورة النساء منها


(١) آل عمران: ١٢١ - ١٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>