للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأسرَّة" شك إسحاق - قالت فقلت: يا رسول الله، ادعُ الله أن يجعلني منهم، فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم وضع رأسه، ثم استيقظ وهو يضحك. فقلت: وما يُضحكُك يا رسول الله؟ قال: "ناسٌ من أمتي عُرضوا عليَّ غُزاة في سبيل الله"- كما قال في الألو - قالت فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، قال: "أنتِ من الأولين" فركبت البحر في زمن معاوية بن أبي سفيان فصُرعتْ عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكتْ.

وفي رواية عن أنس عن خالته أم حرام بنت ملحان قالت (١): نام النبي صلى الله عليه وسلم يوماً قريباً مني، ثم استيقظ يتبسم، فقلت: ما أضحكك؟ قال: "أناس من أمتي عُرضوا عليَّ، يركبون هذا البحر الأخضر، كالملوك على الأسرة" قالت: ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها ... ثم ذكر نحوه بمعناه.

وفي أخرى (٢): ما يُضحكك يا رسول الله - بأبي أنت وأمي؟ - قال: "أُريتُ قوماً من أمتي". وفيه: "يركبون ظهر البحر"- وفيه- "فإنك منهم" وفيه: فتزوجها عُبادة بن الصامت بعدُ، فغزا في البحر، فحملها معه، فلما أن جاءت قربت لها بغلةً فركبتها، فصرعتها، فاندقت عنقها.

وفي أخرى قال (٣): أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنة ملحان خالة أنس، فوضع رأسه عندها - وعند البخاري: فاتكأ عندها - ثم ضحك، فقالت: لِمَ تضحك يا رسول الله؟ فقال: "ناس من أمتي يركبون البحر الأخضر في سبيل الله، مثلهم مثل الملوك على


= مثل الملوك على الأسرة: قيل: هو صفة لهم في الآخرة، إذا دخلوا الجنة. والأصح أنه صفة لهم في الدنيا. أي يركبون مراكب الملوك لسعة حالهم واستقامة أمرهم وكثرة عددهم.
(١) البخاري (٦/ ١٨) ٥٦ - كتاب الجهاد-٨ - باب فضل من يُصرع في سبيل الله فمات فهو منهم.
ومسلم بنحوه (٤/ ١٥١٩) ٣٣ - كتاب الإمارة- ٤٩ - باب فضل الغزو في البحر.
(٢) مسلم في نفس الموضع السابق.
(٣) البخاري (٦/ ٧٦) ٥٦ - كتاب الجهاد -٦٣ - باب غزو المرأة في البحر.
البحر الأخضر: قال الحافظ في الفتح: قال الكرماني: هي صفة لازمة للبحر لا مخصصة. انتهى. ويحتمل أن تكون مخصصة لأن البحر يطلق على المالح والعذب، فجاء لفظ الأخضر لتخصيص الملح بالمراد. قال: والماء في الأصل =

<<  <  ج: ص:  >  >>