للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بشركم أي بمكان، لكونه كان يحفظ رحاله، وأراد استئلافه بالإحسان بالقول والفعل، فلما لم يُفد في مسيلمة توجه بنفسه إليهم ليقيم عليهم الحجة ويعذر إليه بالإنذار والعلم عند الله تعالى، ويستفاد من هذه القصة أن الإمام يأتي بنفسه إلى من قدم يريد لقاءه من الكفار إذا تعين ذلك طريقاً لمصلحة المسلمين. قوله (إن جعل لي محمد الأمر من بعده) أي الخلافة، وسقط لفظ "الأمر" هنا عند الأكثر وهو مقدر، وقد ثبتت في رواية ابن السكن وثبتت أيضاً في الرواية المتقدمة في علامات النبوة. قوله (وقدمها في بشر كثير) ذكر الواقدي أن عدد من كان مع مسيلمة م قومه سبعة عشر نفساً، فيحتمل تعدد القدوم كما تقدم. قوله (ولن تعدو أمر الله) كذا للأكثر، ولبعضهم لن تعد بالجزم وهو لغة، أي الجزم بلن، والمراد بأمر الله حكمه. وقوله (ولئن أدبرت) أي خالفت الحق، وقوله (ليعقرنك) بالقاف أي يهلكك. قوله (وهذا ثابت بن قيس يجيبك عني) أي لأنه كان خطيب الأنصار، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أُعطي جوامع الكلم فاكتفى بما قاله لمسيلمة وأعلمه أنه إن كان يريد الإسهاب في الخطاب فهذا الخطيب يقوم عني في ذلك، ويؤخذ منه استعانة الإمام بأهل البلاغة في جواب أهل العناد ونحو ذلك. أهـ.

١٠٤١ - * روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، فقال لرجل ممن يُدعى بالإسلام: "هذا من أهل النار" فلما حضرنا القتال: قاتل الرجل قتالاً شديداً، فأصابته جراحة، فقيل: يا رسول الله، الرجل الذي قلت له آنفاً: إنه من أهل النار، فإنه قاتل اليوم قتالاً شديداً، وقد مات؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إلى النار" فكاد بعض المسلمين أن يرتاب، فبينما هم على ذلك، إذ قيل: إنه لم يمتْ، ولكن به جراحاً شديداً، فلما كان من الليل لم يصبر على الجرح، فقتل نفسه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "الله أكبر، أشهد أني عبد الله ورسوله" ثم أمر بلالاً فنادى في الناس: "إنه لا يدخل الجنة إلا نفسٌ مسلمة، وإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر".


١٠٤١ - البخاري (٧/ ٤٧١) ٦٤ - كتاب المغازي -٣٨ - باب غزوة خيبر.
ومسلم واللفظ له (١/ ١٠٥) ١ - كتاب الإيمان -٤٧ - باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>