للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المرأة تكونُ مع الرجل العصر من الدهر، ثم يطلقها فترجعُ إلى أبيها وقومها.

١١١٠ - * روى الطبراني عن جابر أنه سمع عمر يقول للناس حين تزوج بنت علي: ألا تهنوني؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ينقطعُ يوم القيامة كل سببٍ ونسبٍ، إلا سببي ونسبي".

من هذه النصوص وأمثالها نعلم أنه قد خص آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم- أياً ما أطلق عليه هذا الاسم - بأحكام، ومن ذلك أنه وجب لهم في أعناق المسلمين الاحترامُ، ويتأكد هذا الاحترامُ كلما ضاقت الدائرة، فإذا وصلت إلى عليٍّ وفاطمة والحسن والحسين فههنا قطب دائرة المحبة والاحترام. وذلك أنه ولد لرسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة أربعُ بنات وذكران كلهم توفوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا فاطمة فقد تأخرت عنه، وجاء له من مارية القبطية رضي الله عنها ابنهُ إبراهيم، وقد توفي صغيراً، لقد توفي أبناؤه الذكور وهم صغار ولم تنجب بنتاه أم كلثوم ورقية، ولقد أنجبت زينبُ رضي الله عنها لكن ذريتها لم تستمر، وفاطمة وحدها هي التي أنجبت وبقي عقبُها فاستمرت ذرية الرسول صلى الله عليه وسلم في أبناء علي رضي الله عنه، ولهذا وغيره مما سنراه قلنا: إن هذه الدائرة تخص بمزيد الاحترام.

والنصوص التي مرت معناه تدل على وجوب محبة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنهم مظنة الهدى والهداية، وأنهم محل عناية رسول الله صلى الله عليه وسلم في الآخرة هم ومن اتصل بهم، والملاحظ أن رواية مسلم أخرجت من كلمة آل البيت أزواجه عليه الصلاة والسلام وأدخلت دائرة محددة في هذه، الكلمة، والأمر بجملته يحتاج إلى تفصيل:

فقد توضّعت حول هذا الموضوع خلافات كثيرة بين أهل السنة والجماعة من جهة وبين بعض الفرق التي انشقت عن جسم الأمة الإسلامية من جهة أخرى فمن غالٍ إلى حاقد، وكل ذلك يترك آثاره على مسيرة الإسلام والمسلمين، كما أنه بسبب من الجهل أو العصبية يدخل الكثيرون في دائرة الضلال أو الفسوق أو الكفر لموقف من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم (١)، ونحن ذاكرون في هذا الفصل ما يرتاح له قلبُ المسلم وعقله إن شاء الله تعالى وما هو محل


١١١٠ - أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ١٧٣) وقال: رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجالهما رجال الصحيح غير الحسن بن سهل وهو ثقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>