للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رُومن فقالت: يا أم رومان ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة؟ قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطبُ عليه عائشة قالت: انتظري أبا بكر حتى يأتي، فجاء أبو بكر، فقالت: يا أبا بكر ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة؟ قال: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطبُ عائشة. قال: وهل تصلح له إنما هي ابنةُ أخيه فرجعتْ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرتْ له قال: "ارجعي فقولي له أنا أخوك وأنت أخي في الإسلام وابنتك تصلح لي" فرجعتُ فذكرت ذلك له فقال انتظري وخرج قالت أم رومان: إن مطعم بن عدي كان قد ذكرها على ابنه فوالله ما وعد وعداً قط فأخلفه لأبي بكر. فدخل أبو بكر على مُطعم بن عدي وعنده امرأته أم الفتى، فقالت: يا ابن أبي قحافة لعلك مُصبٍ صاحبنا مدخله في دينك الذي أنت عليه إن تزوج إليك، قال أبو بكر للمُطعم بن عدي: أقول هذه تقول؟ قال: إنها تقول ذلك. فخرج من عنده وقد أذهب الله ما كان في نفسه من عدته التي وعد، فقال لخولة: ادعي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعته، فزوجها إياهُ، وعائشة رضي الله عنها يومئذٍ بنت ست سنين، ثم خرجتْ فدخلتْ على سودة بنت زمعة فقالت: ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة؟ قالت: وما ذاك قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطبُك عليه قالت: ودِدْتُ، أدخُلي على أبي فاذكري ذلك له، وكان شيخاً كبيراً قد أدركته السن قد تخلف عن الحج فدخلتْ عليه فحيته بتحية الجاهلية فقال: من هذه فقالت: خولة ابنة حكيم، قال: فما شأنكِ؟ قالت: أرسلني محمد بن عبد الله أخطبُ عليه سودة، فقال: كفؤ كريم. فإذا تقول صاحبتُك؟ قالت: تُحبُ ذلك. قال: ادعيه لي فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها إياه فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحج فجعل يحثي على رأسه التراب؛ فقال بعد أن أسلم: لعمري إني لسفيه يوم أحثي في رأٍي التراب أن تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة ابنة زمعة. قالت عائشة: فقدمنا المدينة، فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج بالسُّنْحِ قالت: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بيننا فجاءت بي أمي وأنا في أرجوحةٍ ترجح بي بين عدقين فأنزلتني من الأرجوحة ولي جُمَيْمَة ففرقتها ومسحت وجهي بشيءٍ من ماءٍ ثم أقبلتْ تقودني حتى وقفتُ عند الباب، وإني لأنهج حتى سكن من نفسي (١)، ثم دخلت بي فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ على


السُّنْح: موضع قرب المدينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>