للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البيتِ؟ " فيقولون: بخيرٍ يا رسول الله، كيف وجدت أهلك؟ فيقول: "بخير" فلما فرغ رجع، ورجعت معه، فلما بلغ الباب إذا هو بالرجلين قد استأنس بهما الحديث، فلما رأياه قد رجع قاما فخرجا، فوالله ما أدري، أنا أخبرته، أم أُنزل عليه الوحي بأنهما قد خرجا؟ فرجع ورجعت معه، فلما وضع رجله في أسكفة الباب أرخى الحجاب بيني وبينه، وأنزل الله عز وجل {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ} الآية (١).

وفي أخرى له (٢) قال: صارت صفية لدحية في مقسمِهِ، وجعلوا يمدحونها عند رسول الله صلى الله علي وسلم، ويقولون: ما رأينا في السبي مثلها، قال: فبعث إلى دحية، فأعطاهُ بها ما أراد، ثم دفعها إلى أمي، فقال: "أصلحيها" قال: ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر، حتى إذا جعلها في ظهره نزل، ثم ضرب عليها القُبة، فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من كان عنده فضلُ زادٍ فليأتنا به" قال: فجعل الرجلُ يجيءُ بفضل التمر وفضل السويق، حتى جعلوا م ذلك سواداً حيساً، فجعلوا يأكلون من ذلك الحيس، ويشربون من حياضٍ إلى جنبهم من ماء السماء، قال: فقال أنس: فكانت تلك وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها، قال: فانطلقنا حتى إذا رأينا جُدُر المدينة هششنا إليها، فرفعنا مطينا، ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطيته، قال: وصفيةُ خلفهُ قد أردفها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فعثرتُ مطية رسول الله صلى الله عليه وسلمن فصُرع وصُرعت، قال: فليس أحدٌ من الناس ينظر إليه ولا إليها، حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسترها، قال: فأيتناهُ، فقال: "لم نُضَرُّ" قال: فدخلنا المدينة، فخرج جواري نسائه يتراءينها ويشتمن بصرعتها.

١٢٢٥ - * روى الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بصفية باتَ أبو أيوب على باب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلما أصبح


(١) الأحزاب: ٥٣.
(٢) مسلم في نفس الموضع السابق (٣/ ١٠٤٧).
هُشيشنا للأمر: فرحنا به وسررنا برؤيته.
رفعنا مطينا: جعلنا إبلنا تبالغ في السير.
فصرع: صُرع الرجل عن ظهر الدابة: إذا سقط عنها.
١٢٢٥ - المستدرك (٤/ ٢٨) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأقره الذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>