للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يحشره الله من بطون السباع والطيرِ". وكُفن في نمرةٍ إذا خَمِّر رأسهُ، بدت رجلاه، وإذا خُمرت رجلاه بدا رأسه. ولم يُصلِّ على أحدٍ من الشهداء، وقال: "أنا شهيدٌ عليكم" وكان يجمعُ الثلاثة في قبر، والاثنين فيسأل: "أيهما أكثر قرآناً" فيقدمه في اللحد وكفن الرجلين والثلاثة في ثوب.

١٣٨٦ - * روى أحمد والحاكم عن ابن عمر قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء الأنصار يبكين على هلكاهُن فقال: "لكن حمزة لا بواكي له" فجئن فبكين على حمزة عنده. إلى أن قال: "مُرُوهن لا يبكين على هالكٍ بعد اليوم".

وقد ذكرنا رواية وحشي عن قتله حمزة في غزوة أحد.

١٣٨٧ - * روى أحمد عن عروة قال: أخبرني أبو الزبير رضي الله عنه أنه كان يوم أحد أقبلت امرأة تسعى حتى إذا كادت أن تشرف على القتلى قال فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن تراهم فقال: "المرأة المرأة"، قال الزبير رضي الله عنه فتوسمت أنها أمي صفية قال فخرجت أسعى إلأيه فأدركتُها قبل أن تنتهي إلى القتلى قال: فلدمتْ في صدري وكانت امرأة جلدة قالت: إليك لا أرض لك قال: فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عزم عليك قال، فوقفتُ وأخرجتُ ثوبين معها، فقالت: هذان ثوبان جئت بهما لأخي حمزة فقد بلغني مقتله فكفنوه فيهما قال: فجئنا بالثوبين لنكفن فيهما حمزة فإذا إلى جنبه رجل من الأنصار قتيل قد فعل به كما فعل بحمزة قال فوجدنا غضاضة وحياء أن نكفن حمزة في ثوبين والأنصاري لا كفن له فقلنا لحمزة ثوب وللأنصاري ثوب فقدرناهما فكان أحدهما أكبر من الآخر فأقرعنا بينهما فكفنا كل واحد منهما في الثوب الذي صار له.


نمرة: كل شملة مخططة من مأزر الأعراب فهي نمرة، كأنها أخذت من لون النمر لما فيها من السواد والبياض.
١٣٨٦ - أحمد في مسنده (٣ م ٤٠، ٨٤، ٩٢) والمستدرك (٣/ ١٩٤)، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
١٣٨٧ - أحمد في مسنده (١/ ١٦٥)، ورواه غيره وهو حديث حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>