كان من أطولِ الرجال، وأحسنِهم صورة، وأبهاهم، وأجهرهم صوتاً مع الحلم الوافر والسؤدد. قال الزبير بن بكار: كان للعباس ثوب لعاري بني هاشم، وجفنة لجائعهم، ومنظرة (١) لجاهلهم وكان يمنع الجار، ويبذُل المال، ويُعطي في النوائب.
ونديمه في الجاهلية أبو سفيان بن حرب.
قال ابن سعد: الطبقة الثانية من المهاجرين والأنصار ممن لم يشهد بدراً؛ فبدأ بالعباس، قال: وأمه نُتيلة بنت جناب بن كليب. وسرد نسبها إلى ربيعة بن نزار بن معدٍ.
وعن ابن عباس: وُلد أبي قبل أصحاب الفيل بثلاث سنين.
وبنوه: الفضل - وهو أكبرهم- وعبد الله البحر، وعبيد الله، وقُثَم ولم يُعقِب - وعبد الرحمن - توفي بالشام ولم يُعقب - ومعبد - استشهد بإفريقية- وأم حبيب: وأمهم: أمُّ الفضل لبابة الهلالية، وفيها يقول ابن يزيد الهلالي:
ما ولدت نجيةُ من فحل ... بجبلٍ نعلمه أو سهل
ككستة من بطن أم الفضل ... أكرمْ بها من كهلةِ وكهلِ
قال الكلبي: ما رأينا ولد أم قط أبعد قبوراً من بني العباس.
ومن أولاد العباس: كثير - وكان فقيهاً - وتمَّام- وكان من أشد قريش - وأميمة؛ وأمُّهم أمُّ ولد. والحارث بن العباس، وأمه حُجيلة بنت جُندب التميمية. فعدتهم عشرة.
ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن الثقة قال: كان العباس إذا مر بعمر أو بعثمان، وهما راكبان، نزلا حتى يُجاوزهما إجلالاً لعم رسول الله.
الضحاك بن عثمان الحزامي قال: كان يكون للعباس الحاجةُ إلى غلمانه وهم بالغابة، فيقفُ على سلعٍ، وذلك في آخر الليل، فيُناديهم فيُسمعهم. والغابةُ نحو من تسعة أميال.