خلا لك والله يا ابن الزبير الحجازُ، وذهب الحسينُ. فقال ابن الزبير: والله ماترون إلا أنكم حقُّ بهذا الأمر من سائر الناس. فقال: إنما يرى من كان في شك، نحن فعلى يقين. لكن أخبرني عن نفسك: لِمَ زعمت أنك أحق بهذا الأمر من سائر العرب؟ فقال ابن الزبير: لشرفي عليهم. قال: أيما أشرفُ، أنت أم من شُرفتَ به؟ قال: الذي شَرفْتُ به زادني شرفاً. قال: وعلتْ أصواتهما حتى اعترض بينهما رجالٌ من قيش، فسكتوهما.
وعن عكرمة، قال: كان ابن عباس في العلم بحراً ينشقُّ له الأمر من الأمور، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قال:"اللهم ألهمه الحكمة وعلمه التأويل" فلما عمي، أتاهُ ناسٌ من أ÷ل الطائف ومعهم علم من علمه -أو قال كتب من كتبه - فجعلوا يستقرؤونه، وجعل يُقدِّم ويؤخر، فلما رأى ذلك، قال: إني قد تلهْتُ من مُصيبتي هذه، فمن كان عنده علم من علمي، فليقرأ عليَّ، فإن إقراري له كقراءتي عليه. قال: فقرؤوا عليه.
تَلِهْتُ: تحيرتُ، والأصل ولهتُ كما قيل في وجاه تجاه.
أبو عوانة: عن أبي الجويرية، قال: رأيت إزار ابن عباس إلى نصف ساقه أو فوق ذلك، وعليه قطيفةٌ روميةٌ وهو يصلي.
رِشْدين بن كُريب: عن أبيه، قال: رأيت ابن عباس يعتمُّ بعمامة سوداء، فيُرخي شِبراً بين كتفيه ومن بين يديه.
ابن جريج، عن عثمان بن أبي سليمان، أن ابن عباس كان يتخذُ الرداء بألف.
أبو نعيم: حدثنا سلمة بن شابور؛ قال رجل لعطيةَ: ما أضيق كُمكَ قال: كذا كان كمُّ ابن عباس، وابن عُمر.
مالك بن دينار، عن عكرمة: كان ابن عباس يلبس الخز، ويكره المصمت (١).
(١) المصْمَتُ: هو الذي جميعه إبريسم لا يخالطه قطن ولا غيره والإبريسم: أحسن الحرير.