للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال الناس: مه، اجلس.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "دعوه، فإنما يسأل الرجل ليعلم".

فأفرجوا له حتى جلس.

فقال: أيُّ شيء كان أول نبوتك؟

قال: "أخذ الله الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم، ثم تلا: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} (١) وبشر بي المسيح ابن مريم.

ورأت أم رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامها أنه خرج من بين رجليها سراج أضاءت له قصور الشام".

فقال الأعرابي: هاه، وأدنى منه رأسه، وكان في سمعه شيء.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ووراء ذلك".

قصة تدل على أن الراسخين في العلم من أهل الكتاب كانوا يعرفون علامات في شأنه:

١٢ - * روى ابن سعد عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سكن يهودي بمكة يبيع بها تجارات، فلما كان ليلة وُلد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال في مجلس من مجالس قريش: هل كان فيكم مولود هذه الليلة؟ قالوا: لا نعلمه، قال: أخطأت والله حيث كنت أكره، انظروا يا معشر قريش، واحصوا ما أقول لكم: وُلِدَ الليلة نبي هذه الأمة أحمد الآخر. فإن


مه: اسكت.
سراج: هو المصباح الزاهر. هاه: بمعنى: ماذا تقول؟ ووراء ذلك؛ أي وراء قصور الشام من البلاد.
(١) الأحزاب: ٤٥.
١٢ - أخرجه ابن سعد، قال: أخبرنا علي بن محمد عن أبي عبيدة بن عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر وغيره عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، به. (الطبقات الكبرى: ١/ ١٦٢ - ١٦٣).
الآخر: الخاتم، يبز أحبارهم: أي يغلبهم ويدحرهم ويبطل باطلهم. والبزر: الغلبة. ليسطون بكم: ليبطشن بكم وليقهرنكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>