للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذه الحجية، وبعض أقوال الصحابة لها حكم الأحاديث المرفوعة، ولذلك كان الحديث عنهم له أهمية خاصة.

* ثم إن الله عز وجل ورسوله عليه الصلاة والسلام جعلا للصحبة فضلاً لا يلحقه فضل، وجعلا لجيل الصحابة شأواً لا يلحقه شأو، إلا ما كان للأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، فكان لابد من إبراز هذا الفضل من خلال القصص والتعليل.

* ولقد خالف ناس في الصحابة وفرقوا بينهم، ولقد اختلف الصحابة أنفسهم اختلافات فقهية واختلفات سياسية وعسكرية، فأين هذا من قضية القدوة، وما تعليل ذلك وما تحليله وما تأثيره على حاضر الأمة الإسلامية ومستقبلها.

كل ذلك جعلنا نذكر هذا الفصل في قسم السيرة، وهناك شيء آخر:

* يذكر الإنجيل الحالي على لسان المسيح عليه السلام كيفية التعرف على الأنبياء الكبة فيقول: (من ثمارهم تعرفونهم). فثمار النبي الكاذب تعرف عليه، وكذلك ثمار النبي الصادق تعرف عليه والله عز وجل يقول: {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا} (١).

ولقد كانت ثمار محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطيب والكمال والنضج بحيث تكفي وحدها شهادة على أنه رسول الله، ومن ثماره عليه الصلاة والسلام أصحابه، وقد ضرب الله لهم مثلاً في التوراة ومثلاً في الإنجيل: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ} (٢) فهم كثيرو العبادة لله وتلك ثمرة من ثمرات النبوة {وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} (٣) فهذا مثلهم في الإنجيل، جيل يقوى وينتشر، وهاهم عليهم رضوان الله بدأوا ضعافاً، ثم قووا ثم انساحوا في البلاد ناشرين دين الله فعم بهم الخير هذا العالم. هذه الثمار الطيبة لابد من الحديث عنها، وهذا الأريج العطر لابد من نشره.


(١) الأعراف: ٥٨.
(٢) الفتح: ٢٩.
(٣) الفتح: ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>