للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الله عز وجل يقول: {أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله تعالى. والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت. والله ني لأخوه ووليه وابن عمه ووارثه فمن أحق به مني.

١٦٧٥ - * روى البخاري ومسلم عن محمد بن شهاب الزهري رحمه الله أن علي بن الحسين ابن علي حدثهم: أنهم حين قدموا المدينة من عند يزيد بن معاوية مقتل الحسين بن علي لقيه المسور، فقال له: هل لك إلي حاجة تأمرني بها؟ قال فقلت له: لا، فقال: هل أنت معطي سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإني أخاف أن يغلبك القوم عليه؟ وايم الله، لئن أعطيتنيه لا يخلص إليه أبدًا، حتى تبلغ نفسي، إن علي بن أبي طالب خطب بنت أبي جهل على فاطمة، فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس في ذلك على منبره هذا -وأنا يومئذ محتلم- فقال: "إن فاطمة مني، وأنا أتخوف أن تفتن في دينها" قال: ثم ذكر صهرًا له من بني عبد شمس، فأثنى عليه في مصاهرته إياه فأحسن، قال: "حدثني فصدقني، ووعدني فأوفى لي، وإني لست أحرم حلالاً، ولا أحل حرامًا، ولكن والله، لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله مكانًا واحدًا أبدًا".

وفي رواية علي بن الحسين: أن المسور بن مخرمة قال: إن عليًا خطب بنت أبي جهلٍ، وعنده فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعت بذلك فاطمة فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك، وهذا علي ناكحًا ابنة أبي جهلٍ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعه حين تشهد يقول: "أما بعد، فإني أنكحت أبا العاص بن الربيع، فحدثني فصدقني، وإن فاطمة بضعة مني، وأنا أكره أ، يسوؤوها" -وفي رواية أن يفتنوها- "والله، لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحدٍ أبدًا". فترك على الخطبة.


١٦٧٥ - البخاري (٧/ ٨٥) ٦٢ - كتاب فضائل الصحابة- ١٦ - باب ذكر أصهار النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو العاص بن الربيع. ومسلم (٤/ ١٩٠٣) ٤٤ - كتاب فضائل الصحابة -١٥ - باب فضائل فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم.
للبخاري ومسلم في الموضعين السابقين.

<<  <  ج: ص:  >  >>