للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يصلي، فأرسل إليه، فقال: يا أبا إسحاق، إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي، قال: أما أنا فوالله إني كنت أصلى بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا أخرم عنها: أصلى صلاتي العشي، فأركد في الأوليين، وأخفف في الأخريين، قال: فإن ذاك الظن بك يا أبا إسحاق، فأرسل معه رجلاً -أو رجالاً- إلى الكوفة، يسأل عنه أهل الكوفة، فلم يدع مسجداً إلا سأل عنه؟ ويثنون عليه معروفا، حتى دخل مسجدا لبني عبس، فقام رجل منهم يقال له: أسامة بن قتادة -يكنى أبا سعدة- فقال: أما إذ نشدتنا فإن سعدا كان لا يسير بالسرية، ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية، قال سعد: أما والله، لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا، قام رياء وسمعة، فأطل عمره، وأطل فقره، وعرضه للفتن. فكان بعد ذلك إذا سئل يقول: شيخ كبير مفتون، أصابني دعوة سعد. قال عبد الملك بن عمير -الراوي عن جابر بن سمرة- فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وإنه ليتعرض للجواري في الطرق، فيغمزهن.

١٧٩٩ - * روى البزار عن سعد قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أستخبر له خبرا، فذهبت وأنا أسعى حتى صرت إلى القوم، ثم جئت وأنا أمشي على هينتي حتى صرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألني فأخبرته، فقال "ذهبت شديداً ثم جئت على هينتك" أو كما قال. فقلت: يا رسول الله إني كرهت أن أسعى فيظن بي القوم أني قد فرقت فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إن سعدا لمجرب".


= لا أخرم عنها: ما خرمت منه شيئاً، أي: ما نقصت.
صلاتي العشي: صلاتا العشي ها هنا: هما صلاة الظهر والعصر، فإن العشي: هو من لدن زوال الشمس إلى آخر النهار، وقيل: إلى طلوع الفجر.
الركود: كناية عن السكون والثبات.
لا يسير بالسرية: لا يسير بالسرية، أي لا يحرج بنفسه معها في الغزو، ويجوز أن يريد: لا يسر فينا بالقضية السرية، أي: النفيسة.
رياء وسمعة: يقال: فعل فلان كذا وكذا رياء وسمعة، أي ليرى فعلة ويسمع عنه ذلك.
١٧٩٩ - البزار: كشف الأستار (٣/ ٢٠٧). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ١٥٥): رواه البزار وإسناده حسن.
أسعى: أعدو.

<<  <  ج: ص:  >  >>