للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسلم ومعه أبو بكر رضي الله عنه وما شاء الله من أصحابه فمررنا بعبد الله بن مسعود وهو يصلى فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من هذا؟ " فقيل: عبد الله بن مسعود.

فقال: "إن عبد الله يقرأ القرآن غضا كما أنزل". فأثني عبد الله علي ربه وحمده فأحسن في حمده على ربه ثم سأله فأجْمّلّ المسالةَ وسأله كأحسن مسألة سألها عبدُ رَبَّه ثم قال: اللهم إني أسألك إيمانا لا يَرْتَدّ، ونعيماً لا ينفد، ومرافقة محمد صلى الله عليه وآله وسلم في أعلي عليين في جنانك جنان الخلد. قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "سل تعط سل تعط". مرتين. فانطلقت لأبشره فوجدت أبا بكر قد سبقني وكان سباقاً بالخير.

١٨٨٢ - (١) روي البخاري والترمذي عبد الرحمن بن يزيد قال: أتينا على حذيفة فقلنا: حدثنا من أقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم هدياً ودلا فنأخذ عنه ونسمع منه؟ قال: كان أقرب الناس هدياً وذلا وسمتاً برسول الله صلى الله عليه وسلم ابن مسعود حتى يتوارى منا في بيته، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أن ابن أم عبد هو أقربهم إلى الله زلفى.

١٨٨٣ - * روى أبو يعلى عن قيس بن مروان قال: جاء رجل إلى عمر وهو بعرفة فقال: يا أمير المؤمنين جئت من الكوفة وتركت بها رجلاً يملي المصاحف عن ظهر قلب، قال: فغضب عمر وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرحل فقال: ويحك من هو؟

فقال: عبد الله بن مسعود. فما زال عمر يطفئ ويسري عنه الغضب حتى عاد إلى حاله التي كان عليها. فقال: ويحك والله ما أعلمه بَقيَ أحد من الناس هو أحق بذلك منه،


١٨٨٢ - البخاري مختصراً (٧/ ١٠٣) ٦٢ - كتاب فضائل الصحابة- ٢٧ - باب مناقب عبد الله بن مسعود.
والترمذي (٥/ ٦٧٣) ٥٠ - كتاب المناقب- ٣٨ - باب مناقب عبد الله بن مسعود.
السّمت: والذل والَهدْيُ: متقاربات، وهي بمعني السيرة والحالة.
حتى يتوارى: احتراز من الشهادة على الباطل المستور.
لقد علم المحفوظون: يعني: الذين حفظهم الله من تخريف في قول أو فعل.
١٨٨٣ - قال الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ٢٨٧) رواه أبو يعلى بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح، غير قيس بن مروان وهو ثقة.
انتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرحل: تعبير عربي شائع كناية عن شدة الغضب.

<<  <  ج: ص:  >  >>