فقال: التمسوا العلم عند أبي الدرداء وسلمان وابن مسعود وعبد الله بن سلام الذي كان يهودياً فأسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:"إنه عاشر عشرة في الجنة". وأخرجه الترمذي عن معاذ مختصراً. وأخرج البغوي في المعجم بسند جيد عن عبد الله بن معقل قال: نهى عبد الله بن سلام عليا عن خروجه إلى العراق، وقال: الزم منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإن تركته لا تراه أبداً. فقال علي: إنه رجل صالح منا وأخرج ابن عساكر بسند جيد عن أبي بردة بن أبي موسى: أتيت المدينة فإذا عبد الله بن سلام جالس في حلقة متخشعاً عليه سيما الخير.
وروى الزبيدي من طريق ابن أخي عبد الله بن سلام قال: لما أريد قتل عثمان جاء عبد الله بن سلام فقال: جئت لأنصرك. فخرج عبد الله فقال: إنه كان اسمي في الجاهلية فلانا فسماني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله ونزلت في آيات من كتاب الله ونزل في: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ}. ونزل في:{قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}. قال الطبراني: مات في قول جميعهم بالمدينة سنة ثلاث وأربعين. قلت: وفيها أرخه الهيثم بن عدي وابن سعد وأبو عبيدة والبغوي وأبو أحمد العسكري وآخرون أ. هـ
وقال ابن كثير في ترجمته:
عبد الله بن سلام أبو يوسف الإسرائيلي أحد أحبار اليهود، أسلم حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، قال: لما قدم رسول الله المدينة انجفل الناس إليه فكنت فيمن انجفل إليه، فلما رأيت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه رجل كذاب، فكان أول ما سمعته يقول:"أيها الناس افشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام تدخلوا الجنة بسلام". وهو ممن شهد له رسول الله بالجنة، وهو ممن يقطع له بدخولها. أ. هـ.
وقال الذهبي في ترجمته:
عبد الله بن سلام بن الحارث. الإمام الحبر، المشهود له بالجنة. أبو الحارث الإسرائيلي، حليف الأنصار. من خواص أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.