للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما أراني إلا مقتولاً في أول من يقتل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وإني لا أترك بعدي أعز علي منك، غير نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإن علي دينًا، فاقض، واستوص بأخواتك خيرًا. فأصبحنا، فكان أول قتيل، ودفن معه آخر في قبرٍ، ثم لم تطب نفسي أن أتركه مع الآخر، فاستخرجته بعد ستة أشهرٍ، فإذا هو كيوم وضعته هنية، غير أذنه.

٢٠٣٨ - * روى البخاري عن جابر رضي الله عنه أن أباه توفى وعليه دين، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إن أبي ترك عليه دينًا، وليس عندي إلا ما يخرج نخله، ولا يبلغ ما يخرج سنين ما عليه، فانطلق معي لكي لا يفحش علي الغرماء، فمشى حول بيدرٍ من بيادر التمر فدعا، ثم آخر، ثم جلس عليه فقال: "انزعوه". فأوفاهم الذي لهم، وبقي مثل ما أعطاهم.

٢٠٣٩ - * روى الترمذي والحاكم عن جابر بن عبد الله يقول: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال لي: "يا جابر مالي أراك منكسرًا؟ " قلت: يا رسول استشهد أبي قتل يوم أحدٍن وترك عيالاً ودينًا. قال: "أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله. قال: "ما كلم الله أحدًا قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحًا. فقال: يا عبدي تمن علي أعطك. قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية. قال الرب عز وجل: إنه قد سبق مني "أنهم إليها لا يرجعون". قال: وأنزلت هذه الآية: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} (٣) الآية.

٢٠٤٠ - * روى أحمد عن جابر أنه سمع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول إذا ذكر أصحاب


= هنية: أي شيئًا يسيرًا، وهو تصغير "هنة" أي شيء، فصغره لكونه أثرًا يسيرًا.
٢٠٣٨ - البخاري (٦/ ٥٨٧) ٦١ - كتاب المناقب -٢٥ - باب علامات النبوة في الإسلام.
٢٠٣٩ - الترمذي (٥/ ٢٣٠) ٤٨ - كتاب تفسير القرآن -٤ - باب "ومن سورة آل عمران".
وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
والمستدرك (٢/ ٢٠٢). وصححه ووافقه الذهبي.
كفاحًا: أي مواجهة ليس بينهما حجاب.
(٣) آل عمران: ١٦٩.
٢٠٤٠ - أحمد في مسنده (٣/ ٢٧٥) وإسناده قوي.
فحص الجبل: سفحه وما انبسط منه.=

<<  <  ج: ص:  >  >>