يا أهل المدينة لا مدينة لكم اليوم وإنما هو الله وحده والجنة. ثم حمل وحمل الناس معه فانهزم أهل اليمامة، فلقي البراء معكم اليمامة فضربه البراء وصرعه، فأخذ سيف محكم اليمامة فضرب به حتى انقطع. وروى البغوي عن البراء قال: لقيت يوم مسيلمة رجلاً يقال له حمار اليمامة رجلاً جسيمًا بيده السيف أبيض فضربت رجليه فكأنما أخطأته وانقعر فوقع على قفاه فأخذت سيفه وأغمدت سيفي، فما ضربت به ضربة حتى انقطع. وفي الطبراني من طريق إسحاق عن عبد الله بن أبي طلحة قال: بينما أنس بن مالك وأخوه عند حصن من حصون العدو يعني بالحريق (بالعراق) فكانوا يلقون كلاليب في سلاسل محماة فتعلق بالإنسان فيرفعونه إليهم، ففعلوا ذلك بأنس فأقبل البراء حتى تراءى في الجدار ثم قبض بيده على السلسلة فما برح حتى قطع الحبل ثم نظر إلى يده فإذا عظامها تلوح قد ذهب ما عليها من اللحم وأنجى الله أنس بن مالك بذلك. وروى الترمذي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:"رب أشعث أغبر لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك". فلما كان يوم تستر من بلاد فارس انكشف الناس، فقال المسلمون: يا براء أقسم على ربك. فقال: أقسم عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم وألحقتني بنبيك. فحمل وحمل الناس معه فقتل مرزبان الزاره من عظماء الفرس وأخذ سلبه فانهزم الفرس وقتل البراء. وفي المستدرك من طريق سلامة عن عقيل عن الزهري عن أنس نحوه. ا. هـ.
وقال الذهبي: البراء بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر ابن غنم بن عدي بن النجار، الأنصاري النجاري المدني.
البطل الكرار صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخو خادم النبي صلى الله عليه وسلم، أنس بن مالك، شهد أحدًا، وبايع تحت الشجرة.
قيل: كتب عمر بن الخطاب إلى أمراء الجيش: لا تستعملوا البراء على جيش، فإنه مهلكة من المهالك يقدم بهم.
وبلغنا أن البراء يوم حرب مسيلمة الكذاب أمر أصحابه أن يحتملوه على ترس، على أسنة رماحهم، ويلقوه في الحديقة. فاقتحم إليهم، وشدد عليهم، وقاتل حتى افتتح باب