للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وما جاء عن ابن عون، وأيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة.

وأين مثل أبي هريرة في حفظه وسعة علمه.

وذكر الذهبي في السير (١) عن أبي عثمان النهدي قال: تضيفت أبا هريرة سبعًا؛ فكان هو وامرأته وخادمه يعتقبون الليل أثلاثًا: يصلي هذا، ثم يوقظ هذا، ويصلي هذا، ثم يوقظ هذا. قلت: يا أبا هريرة، كيف تصوم؟ قال: أصوم من أول الشهر ثلاثًا.

٢٠٨٣ - * روى مالك عن حميد بن مالك بن خثيمٍ، أنه قال: كنت جالسًا مع أبي هريرة بأرضه بالعقيق. فأتاه قوم من أهل المدينة على دواب. فنزلوا عنده. قال حميد: فقال أبو هريرة: اذهب إلى أمي فقل: إن ابنك يقرئك السلام ويقول: أطعمينا شيئًا. قال: فوضعت ثلاثة أقراص في صحفةٍ، وشيئًا من زيت وملحٍ، ثم وضعتها على رأسي، وحملتها إليهم. فلما وضعتها بين أيديهم، كبر أبو هريرة، وقال: الحمد لله الذي أشبعنا من الخبز بعد أن لم يكن طعامنا إلا الأسودين الماء والتمر. فلم يصب القوم من الطعام شيئًا. فلما انصرفوا، قال: يا ابن أخي، أحسن إلى غنمك، وامسح الرعام عنها، وأطب مراحها، وصل في ناحيتها فإنها من دواب الجنة. والذي نفسي بيده ليوشك أن يأتي على الناس زمان تكون الثلة من الغنم أحب إلى صاحبها من دار مروان.

٢٠٨٤ - * روى ابن سعد عن معمر، عن أيوب، عن محمد: أن عمر استعمل أبا هريرة على البحرين، فقدم بعشرة آلاف، فقال له عمر: استأثرت بهذه الأموال يا عدو الله، وعدو كتابه؟


(١) السير (٢/ ٦٠٩). ورجاله ثقات. وذكره الحافظ في الإصابة ونسبه لأحمد في الزهد وصحح إسناده.
يعتقبون: يتناوبون.
٢٠٨٣ - الموطأ (٢/ ٩٣٣) ٤٩ - كتاب صفة النبي صلى الله عليه وسلم -١٠ - باب جامع ما جاء في الطعام والشراب.
وسنده صحيح والبخاري في كتاب الأدب عن أبي أويس عن مالك ووثق النسائي حميدًا.
الأقراص: الأرغفة.
الرعام: مخاط رقيق يجري من أنوف الغنم. وأطب مراحها: نظفه. الثلة: جماعة الغنم، قليلة كانت أو كثيرة، وقيل: الثلة: الكثير منها.
٢٠٨٤ - الطبقات الكبرى (٤/ ٢٣٥). ورجاله ثقات.

<<  <  ج: ص:  >  >>