للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الطريق، قد جاء الأمير.

وربما أتى الصبيان، وهم يلعبون بالليل لعبة الأعراب، فلا يشعرون، حتى يلقي نفسه بينهم، ويضرب برجليه، فيفزع الصبيان، فيفرون. وربما دعاني إلى عشائه، فيقول: دع العراق للأمير. فأنظر، فإذا هو ثريدة بزيت.

هذه بعض مداعبات أبي هريرة للناس وكان عنده مرح ودعابة رضي الله عنه.

وذكر الذهبي في السير (١): ثعلبة بن أبي مالك القرطي قال: أقبل أبو هريرة في السوق يحمل حزمة حطب، وهو يومئذ خليفة لمروان، فقال: أوسع الطريق للأمير.

٢٠٨٦ - * روى الحاكم عن محمد بن قيس بن محرمة: أن رجلاً أتى زيد بن ثابت، فسأله عن شيء، فقال: عليك بأبي هريرة. فإني بينما أنا وهو وفلان في المسجد، خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن ندعو، ونذكر ربنا. فجلس إلينا، فسكتنا. فقال: "عودوا للذي كنتم فيه". فدعوت أنا وصاحبي قبل أبي هريرة. فجعل رسول الله يؤمن. ثم دعا أبو هريرة، فقال: اللهم، إني أسألك ما سألك صاحباي هذان، وأسألك علمًا لا ينسى فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "آمين".

فقلنا: يا رسول الله، ونحن نسأل الله علمًا لا ينسى! قال: "سبقكما الغلام الدوسي".

٢٠٨٧ - * روى أحمد والحاكم عن ابن عمر: أنه مر بأبي هريرة -وهو يحدث- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من تبع جنازة، فله قيراط". فقال: انظر ما تحدث عن رسول الله! فقام أبو هريرة، فأخذه بيده إلى عائش، فقال لها: أنشدك بالله، هل سمعت رسول الله يقول: "من تبع جنازة ... " -الحديث- فقالت: اللهم نعم.


= العراق: العظم الذي أخذ عنه معظم اللحم.
(١) السير (٢/ ٦١٤). ورجاله ثقات.
٢٠٨٦ - المستدرك (٣/ ٥٠٨). وصححه، وقال الذهبي: حماد بن شعيب ضعيف. وقال محقق السير (٢/ ٦١٦): لكنه لم ينفرد به فقد تابعه الفضل بن العلاء وهو صدوق.
٢٠٨٧ - أحمد في مسنده (٢/ ٢). والمستدرك (٣/ ٥١١). وصححه ووافقه الذهبي.=

<<  <  ج: ص:  >  >>