للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن كثير في البداية والنهاية: خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي أبو سليمان المخزومي، سيف الله، أحد الشجعان المشهورين، لم يقهر في جاهلية ولا إسلام. وأمه عصماء بنت الحارث، أخت لبابة بنت الحارث، وأخت ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين. قال الواقدي: أسلم أول يوم من صفر سنة ثمان، وشهد مؤتة وانتهت إليه الإمارة يومئذ عن غير إمرة، فقاتل يومئذ قتالاً شديداً لم ير مثله، اندقت في يده تسعة أسياف، ولم تثبت في يده إلا صفيحة يمانية.

وقد روي أن خالداً سقطت قلنسوته يوم اليرموك وهو في الحرب فجعل يستحث في طلبها فعوتب في ذلك، فقال: إن فيها شيئاً من شعر ناصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنها ما كانت معي في موقف إلا نصرت بها.

وقد روينا في مسند أحمد (١) عن أبي بكر الصديق أنه لما أمر خالداً على حرب أهل الردة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "فنعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد، خالد بن الوليد سيف من سيوف الله سله الله على الكفار والمنافقين".

وفي الصحيح: (٢) "وأما خالد فإنكم تظلمون خالداً وقد احتبس أدراعه وأعتده في سبيل الله" وشهد الفتح وشهد حنيناً وغزا بني جذيمة أميراً في حياته عليه السلام، واختلف في شهوده خيبر وقد دخل مكة أميراً على طائفة من الجيش وقتل خلقاً كثيراً من قريش.

وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العزى -وكانت لهوازن -فكسر قمتها أولاً ثم دعثرها وجعل يقول: يا عز كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك. ثم حرقها وقد استعمله الصديق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتال أهل الردة ومانعي الزكاة، فشفى واشتفى، ثم وجهه إلى العراق ثم أتى الشام فكانت له من المقامات ما ذكرناها مما تقر بها القلوب والعيون،


(١) أحمد في مسنده (١/ ٨).
(٢) البخاري (٣/ ٣٣١) ٢٤ - كتاب الزكاة -٤٩ - باب قول الله تعالى (التوبة: ٦٠) (وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله).

<<  <  ج: ص:  >  >>