للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مفحم لا جواب عنه. وحجة لا اعترض عليها.

وما ذهب إليه الذهبي من كون طائفة معاوية هي الباغية هو مذهب فقهاء الحجاز والعراق من فريقي الحديث والرأي، منهم مالك والشافعي وأبو حنيفة والأوزاعي، وغيرهم كما قال الإمام عبد القاهر الجرجاني في كتاب "الإمامة". نقله عنه المناوي في "فيض القدير".

قال الذهبي: وتسلم معاوية الخلافة في آخر ربيع الآخر، وسمي عام الجماعة لاجتماعهم على إمام، وهو عام أحد وأربعين.

وقال ابن إسحاق: بويع معاوية بالخلافة في ربيع الأول سنة إحدى وأربعين لما دخل الكوفة.

وقال أبو معشر: بايعه الحسن بأذرح في جمادى الأولى، وهو عام الجماعة. اهـ.

ذكر الذهبي في السير (١) عن القاسم بن محمد؛ أن معاوية لما قدم المدينة حاجًا، دخل على عائشة، فلم يشهد كلامهما إلا ذكوان مولاها، فقالت له: أمنت أن أخبأ لك رجلاً يقتلك بأخي محمد؟ قال: صدقت. ثم وعظته، وحضته على الاتباع، فلما خرج، اتكأ على ذكوان، وقال: والله ما سمعت خطيبًا -ليس رسول الله صلى الله عليه وسلم- أبلغ من عائشة.

٢١٢٣ - * روى أحمد عن سعيد بن المسيب أن معاوية دخل على عائشة، فقالت له: أما خفت أن أقعد لك رجلاً، فيقتلك؟ فقال؟: ما كنت لتفعليه وأنا في بيت أمان، وقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الإيمان قيد الفتك".


(١) السير (٣/ ١٤٧) ورجاله ثقات.
٢١٢٣ - أحمد في مسنده (٤/ ٩٢) وللمرفوع منه شاهد من حديث الزبير عند أحمد وعبد الرزاق، وآخر من حديث أبي هريرة عند أبي داود فالحديث صحيح. قال أبو عبيد: الفتك: أن يأتي الرجل الرجل وهو غار غافل حتى يشد عليه فيقتله، وقوله: "الإيمان قيد الفتك" أي أن الإيمان يمنع القتل كما يمنع القيد عن التصرف، فكأنه جعل الفتك مقيدًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>