"يا عائشة! هذا صوت عباد بن بشر" قلت: نعم. قال: "اللهم اغفر له" (١).
عباد بن بشر بن قيظي الأشهلي قال ابن الأثير: وقع تخبيط في اسم جده. قال: وإنما هو عباد بن بشر بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث ابن الخزرج بن الأوس الأوسي. استشهد رضي الله عنه يوم اليمامة.
أما عباد بن بشر بن قيظي، فهو أنصاري من بني حارثة، أم قومه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، له حديث في الاستدارة في الصلاة إلى الكعبة. والله أعلم.
قال عباد بن عبد الله بن الزبير: ما سماني أبي عبادًا إلا به يعني بالأشهلي، ومن شعره:
صرخت له فلم يعرض لصوتي ... ووافى طالعًا من رأس جذر
فعدت له فقال من المنادي ... فقلت أخوك عباد بن بشر
وهذي درعنا رهنًا فخذها ... لشهرٍ، إن وفى، أو نصف شهر
فقال: معاشر سغبوا وجاعوا ... وما عدموا الغني من غير فقر
فأقبل نحونا يهوي سريعًا ... وقال لنا لقد جئتم لأمر
وفي أيماننا بيض حداد ... مجربة، بها الكفار نفري
فعانقه ابن مسلمة المردي ... به الكفار كالليث الهزبر
وشد بسيفه صلتًا عليه ... فقطره أبو عبسٍ بن جبر
وكان الله سادسنا فأثنا ... بأنعم نعمةٍ وأغز نصر
واستعمله النبي، صلى الله عليه وسلم، على صدقات مزينة، وبني سليم، وجعله على حرسه في غزوة تبوك، وكان كبير القدر رضي الله عنه، أبلى يوم اليمامة بلاءً حسنًا، وكان أحد الشجعان الموصوفين.
نظر يوم اليمامة وهو يصيح: احطموا جفون السيوف. وقاتل حتى قتل بضربات في وجهه، رضي الله عنه. اهـ الذهبي.
* * *
(١) البخاري تعليقًا (٥/ ٢٦٤) وقال الحافظ في الفتح: وصله أبو يعلى من طريق محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد ابن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة لكن بلفظ "اللهم ارحم عبادًا".