للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ينتطح فيها عنزان (١) ففقئت عينه يوم صفين، فقيل له: أما قلت: لا ينتطح فيها عنزان، قال: بلى وتفقأ عيون كثيرة وقيل: قتل ولده يومئذ.

قال أبو إسحاق: رأيت عديًا رجلاً جسيمًا أعور، يسجد على جدارٍ ارتفاعه نحو ذراع.

جرير عن مغيرة قال: خرج عدي، وجرير البجلي وحنظلة الكاتب من الكوفة، فنزلوا قرقيسيا (٢)، وقالوا: لا تقيم ببلدٍ يشتم فيه عثمان اهـ.

٢١٣٢ - * روى البخاري عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: أتينا عمر في وفدٍ، فجعل يدعو رجلاً رجلاً، ويسميهم، فقلت: أما تعرفني يا أمير المؤمنين؟ قال: بلى، أسلمت إذ كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا، وعرفت إذ أنكروا، فقال عدي: فلا أبالي إذاً.

وفي رواية أحمد (٢) قال: أتيت عمر بن الخطاب في أناسٍ من قومي، فجعل يفرض للرجل من طيء في ألفين، ويعرض عني، قال: فاستقبلته فأعرض عني، ثم أتيته من حيال وجهه، فأعرض عني، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين، أتعرفني؟ قال: فضحك، ثم قال: نعم، والله إني لأعرفك آمنت إذ كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا، وإن أول صدقة بيضت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجوه أصحابه صدقة طيء، جئت بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أخذ يعتذر، ثم قال: إنما فرضت لقوم أجحفت بهم الفاقة، وهم سادة


(١) لا ينتطح فيها عنزان، لا يلتقي فيها اثنان ضعيفان لأن النطاح من شأن التيوس والكباش لا العنوز، فكان عدي. يظن بعد مقتل عثمان أو الناس سيجتمعون على علي دون نزاع ولكن جرى خلاف ما ظن.
(٢) قرقيسيا: بلد في الشام على نهر الخابور قرب رحبة مالك بن طوق على ستة فراسخ، وعندها مصب الخابور في الفرات، فهي في مثلث بين الخابور والفرات.
٢١٣٢ - البخاري (٨/ ١٠٢) ٦٤ - كتاب المغازي -٧٦ - باب قصة وفد طيء.
(٢) أحمد في مسنده (١/ ٤٥) مسلم بعضه (٤/ ١٩٥٧) ٤٤ - كتاب فضائل الصحابة -٤٧ - باب من فضائل غفار وأسلم.
يفرض في ألفين: أي يوجب له هذا المقدار من المال في العطاء.
حيال الشيء: تلقاؤه وما يواجهه.
أجحفت: به الحاجة، إذا أفقرته وأذهبت ماله، وجعلته محتاجًا إلى غيره، والفاقة، الفقر والحاجة.=

<<  <  ج: ص:  >  >>