للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شهدت بإذن الله أن محمداً ... رسول الذي فوق السموات من علُ

وأن أبا يحيى ويحيى كلاهما ... له عملٌ من ربه متقبلُ (١)

عن عروة قال: ثم أخذ الراية، يعني بعد قتل صاحبه، قال: فالتوى بعض الالتواء، ثم تقدم بها على فرسه، فجعل يستنزل نفسهـ ويتردد بها بعض التردد.

قال: وحدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم أنه قال عند ذلك:

أقسمت بالله لتنزلنه ... طائعة أو لا لتكرهنه

إن أجلب الناس وشدوا الرنة ... مالي أراك تكرهين الجنه

قد طال ما قد كنت مطمئنه ... هل أنت إلا نطفةٌ في شنه

ثم نزل فقاتل حتى قُتل.

وقال أيضاً:

يا نفس إن لا تقتلي تموتي ... هذا حمام الموت قد لقيت

وما تمنيت فقد أعطيت ... إن تفعلي فعلها هديت

وإن تأخرت فقد شقيت (٢)

قال الوليد بن مسلم: فسمعت أنهم ساروا بناحية معان، فأخبروا أن الروم قد جمعوا لهم جموعاً كثيرة، فاستشار زيد أصحابه فقالوا: قد وطئت البلاد وأخفت أهلها، فانصرف وابن رواحة ساكت، فسأله فقال: إنا لم نسر لغنائم، ولكنا خرجنا للقاء، ولسنا نقاتلهم بعدد ولا عدة، والرأي المسير إليهم. قال عروةُ بن الزبير: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فإن أصيب ابن رواحة، فليرتض المسلمون رجلاً" ثم ساروا حتى نزلوا بمعان، فبلغهم أن هرقل قد نزل بمآب في مئة ألف من الروم، ومئة ألف من المستعربة، فشجع الناس ابن رواحة، وقال: يا قوم والله إن الذي تكرهون للتي خرجتم لها: الشهادة. وكانوا ثلاثة آلاف (٣). اهـ.


(١) ورواه أبو نعيم في الحلية (١/ ١١٩).
(٢) رجاله ثقات، ولكنه مرسل.
(٣) ورواه أبو نعيم في الحلية (١/ ١٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>