قال ابن شاهين: كان من قدماء الصحابة سكن المدينة ثم سكن الربذة يعني بعد قتل عثمان. قال الواقدي: مات بالمدينة في صفر سنة ست وأربعين وهو ابن سبع وسبعين سنة وأرخه المدائني سنة ثلاث وأربعين وقال ابن أبي داود: قتله أهل الشام، وكذا قال يعقوب ابن سفيان في تاريخه دخل عليه رجل من أهل الشام من أهل الأردن وهو في داره فقتله وقال محمد بن الربيع في صحابة مصر: بعثه عمر إلى عمرو بمصر فقاسمه ماله وأسند ذلك في حديث، ثم قال: مات بالمدينة سنة ثلاث وأربعين وله سبع وسبعون سنة، وكان طويلاً معتدلاً أصلع. ا. هـ. ابن حجر.
وقال الذهبي عنه: من نجباء الصحابة، شهد بدراً والمشاهد.
وقيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم استخلفه مرة على المدينة. وكان رضي الله عنه ممن اعتزل الفتنة، ولا حضر الجمل، ولا صفين؛ بل اتخذ سيفاً من خشب، وتحول إلى الربذة، فأقام مديدة.
وهو حارثي، من حلفاء بني عبد الأشهل. وكان رجلاً طوالاً أسمر معتدلاً أصلع وقوراً. قد استعمله عمر على زكاة جهينة. وقد كان عمر إذا شكي إليه عامل، نفذ محمداً إليهم ليكشف أمره. خلف من الولد عشرة بنين؛ وست بنات. رضي الله عنه. وقدم للجابية، فكان على مقدمة جيش عمر.
عباد بن موسى السعدي: حدثنا يونس، عن الحسن، عن محمد بن مسلمة، قال: مررت، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا، واضعاً يده على يد رجل، فذهبت. فقال:"ما منعك أن تسلم"؟ قلت: يا رسول الله، فعلت بهذا الرجل شيئاً ما فعلته بأحد، فكرهت أن أقطع عليك حديثك، من كان يا رسول الله؟ قال:"جبريل، وقال لي: هذا محمد بن مسلمة لم يسلم، أما إنه لو سلم رددنا عليه السلام". قلت: فما قال لك يا رسول الله؟ قال:"ما زال يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه يأمرني فأورثه"(١).
(١) وعياد بن موسى السعدي لم يوثقه غير ابن حبسان، والحسن هو البصري لم يسمع من محمد بن مسلمة، لكن حديث=