للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فإني أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء

ثكلت بنيتي لم تروها ... تثير النقع من كنفي كداء

يبارين الأعنة مصعدات ... على اكتافها الأسل الظماء

تظل جيادنا متمطرات ... تلطمهن بالخمر النساء

فإن أعرضتم عنا اعتمرنا ... وكان الفتح، وانكشف الغطاء

وإلا فاصبروا لضراب يومٍ ... يعز الله فيه من يشاء

وقال الله: قد أرسلت عبداً ... يقول الحق، ليس به خفاء

وقال الله: قد يسرت جنداً ... هم الأنصار عرضتها اللقاء

تلافى كل يوم من مقد ... سباب، أو قتال، أو هجاء

فمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواء

وجبريل رسول الله فينا ... وروح القدس ليس له كفاء

أقول: ترجمنا لحسان رضي الله عنه لأنه يشكل ظاهرة تحتاج إلى تأمر كبير ليأخذ منها دعاة الإسلام دروساً كثيرة، فلقد كان الشعر في الجاهلية هو الأداة الأقوى في التأثير على الرأي العام، وقد استعمل الرسول صلى الله عليه وسلم هذا السلاح استعمالا كثيراً فلم يبق شاعراً إلا وقد استخرج ما عنده في نصرة الإسلام أو الدعوة له أو الذنب عنه أو الرد على خصومه أو في


= حنيفاً: الحنيف: المائل عن الأديان إلى الإسلام.
تثيير النقع: النقع: الغبار، وإثارته: نشره وإظهاره في الحق.
كداء: الممدود - بفتح الكاف -: هو بأعلى مكة عند المقبرة، وتسمى الناحية: المعلي، وهنالك الحصب، وليس بمحصب مني، وكان باب بني شيبة بإزائه، وكدي - بالقصر والضم مصروفاً -: هو بأسفل مكة، وهو بقرب شعب الشافعين وابن الزبير، عند قعيقعان، وهنالك موضع آخر يقال له: كدي، مضغراً، وإنما هو لمن خرج من مكة إلى اليمن، فهو في طريقه، وليس من هذين المقدمين في شيء.
يبارين الأعنة: المباراة: المجارة والمسابقة.
الأسل الغلماء: الأسل: الرماح، وهو في الأصل: نبات له أغضان.
دقاق طوال. والغلماء: جمع ظامئ، وهو العطشان، جمع الرماح عطاشاً إلى ورود الدماء استعارة، فهي إلى ذلك أسرع، كسارعة العطشالن إلى ورود الماء.
متمطرات: مطر الفرس يمطر مطراً: إذا أسرع، وتمطر تمطراً: مثله.
عرضتها: يقال: فلان عرضة لكذا" إذا كان مستعداً له، متعرضاً له.

<<  <  ج: ص:  >  >>