للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ينفعك به: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بين الحج والعمرة، ولم ينه حتى مات، ولم ينزل فيه قرآن يحرمه، وأنه كان يسلم علي - يعني الملائكة - قال: فلما اكتويت، أما ذلك؛ فلما تركه، عاد إلي (١).

أقول: في تسليم الملائكة على عمران بن حصين رضي الله عنه دليل على أنه يمكن للمسلم أن يكون له صلة بعالم الغيب، وهي الظاهرة التي يسميها أهل السلوك إلى الله (الكشف) وهي ليست مستغربة فالقرآن وصف مريم بالصديقية، ومع ذلك ذكر أن الملائكة خاطبتها ومن وقعت له واقعة من هذه الواقعات فله أن يذكرها إذا ترتب على ذلك مصلحة شرعية، ويجوز للمسلم أن يصدقه في كلامه إذا لم يعرف عنه كذب أو فسوق، ولم يترتب على كلامه تكليف شرعي أو نقض لشرع، ولا نفي ما حدث لعمران جواز الكي وأمثاله للتداوي ولكن يشعر أن الكمال في حق عمران ألا يكتوي.

قال الذهبي: وقد غزا عمران مع النبي صلى الله عليه وسلم غير مرة. وكان ينزل ببلاد قومه، ويتردد إلى المدينة.

عن الحكم بن الأعرج، عن عمران بن حصين، قال: ما مسست ذكرى بيميني منذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم (٢).

عن محمد: ما قدم البصرة أحد بفضل على عمران بم حصين (٣).

قال ققتادة: يلغني أن عمران قال: وددت أني رماد تذروني الرياح (٤).

قلت [القائل الذهبي]: وكان ممن اعتزل الفتنة، ولم يحارب مع علي.

عن قتادة: قال لي عمران بن حصين: الزم مسجدك. قلت: فإن دخل علي؟


(١) رواه مسلم (٢/ ٨٩٨) ١٥ - كتاب الحج - ٢ - باب جواز التمتع.
(٢) رواه أحمد في مسنده (٤/ ٤٣٩) ورجاله ثقات.
والحاكم في المستدرك (٣٤٧٣) وصححه ووافقه الذهبي.
(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (٤/ ٢٨٧)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: (٩/ ٣٨١) وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(٤) رواه ابن سعد (٤/ ٢٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>