للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سهيل بن عمرو: والله لا أدع موقفًا وقفته مع المشركين إلا وقفت مع المسلمين مثله ولا نفقة أنفقتها مع المشركين إلا أنفقت على المسلمين مثلها لعل أمري أن يتلو بعضه بعضًا، وقال ابن أبي خيثمة: مات سهيل بالطاعون سنة ثمان عشرة ويقال قتل باليرموك وقال خليفة بمرج الصفر والأول أكثر، وأنه مات بالطاعون وأخرجه ابن سعد بإسناد له إلى أبي سعد بن فضالة وكانت له صحبة، قال: اصطحبت أنا وسهيل بن عمرو إلى الشام فسمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: مقام أحدكم في سبيل الله ساعة من عمره خير من عمله عمره في أهله، قال سهيل: فإنما أرابط حتى أموت ولا أرجع إلى مكة، قال: فلم يزل مقيمًا بالشام حتى مات في طاعون عمواس. ا. هـ ابن حجر.

وقال الذهبي: يكنى أبا يزيد. وكان خطيب قريش، وفصيحهم، ومن أشرافهم.

لما أقبل في شأن الصلح، قال النبي، صلى الله عليه وسلم، "سهل أمركم" (١) تأخر إسلامه إلى يوم الفتح، ثم حسن إسلامه. وكان قد أسر يوم بدر وتخلص. قام بمكة وحض على النفير، وقال: يال غالب! أتاركون أنتم محمدًا والصباة (٢) يأخذون عيركم؟ من أراد مالاً، فهذا مال، ومن أراد قوة، فهذه قوة. وكان سمحًا جوادًا مفوهًا. وقد قام بمكة خطيبًا عند وفاة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بنحوٍ من خطبة الصديق بالمدينة، فسكنهم وعظم الإسلام.

قال الزبير بن بكار: كان سهيل بعد كثير الصلاة والصوم والصدقة، خرج بجماعته إلى الشام مجاهدًا، ويقال: إنه صام وتهجد حتى شحب لونه وتغير، وكان كثير البكاء إذا سمع القرآن. وكان أميرًا على كردوسٍ (٣) يوم اليرموك.

قال المدائني وغيره: استشهد يوم اليرموك. وقال الشافعي، والواقدي: مات في طاعون عمواس. ا. هـ.

* * *


(١) أخرجه البخاري بأطول منه (٥/ ٣٢٩) ٥٤ - كتاب الشروط -١٥ - باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط.
وفيه: عن عكرمة أنه لما جاء سهيل بن عمرو، قال النبي صلى الله عليه وسلم "قد سهل لكم من أمركم".
(٢) الصباة: جمع صابيء. وهو من يترك دينه لدين آخر.
(٣) الكردوس: الطائفة العظيمة من الخيل والجيش. والجمع كراديس.

<<  <  ج: ص:  >  >>