للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروى شعبة: عن محمد بن عبد الرحمن، أن جده أسعد بن زرارة أصابه وجع الذبح في حلقه، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "لأبلغن أو لأبلين في أبي أمامة عذرًا" فكواه بيده فمات. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ميتة سوء لليهود يقولون: هلا دفع عن صاحبه، ولا أملك له ولا لنفسي من الله شيئًا". ا. هـ (١).

٢٢٤١ - * روى أحمد وابن سعد عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن بعض أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: كوى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسعد أو سعد بن زرارة مرتين في حلق من الذبحة. وقال: "لا أدع في نفسي من حرجًا".

أقول: لله الحكمة البالغة فقد بعث رسوله صلى الله عليه وسلم ليكون قدوة للناس جميعًا، ومن هذه الحادثة نأخذ درسًا أن الطبيب غير مسؤول عما يحدث بسبب طبه ما دام الطبيب قد طبب في حدود المعروف، ومن الحكم في هذه الحادثة أن يستقر في قلوب الخلق جميعًا معنى التوحيد الذي يدخل فيه أن الله وحده هو الذي يملك الضر والنفع وأنه حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يملك ضرًا ولا نفعًا إلا بإذن الله، وقد غلب على كثير من المسلمين وهم أن من تتلمذ على بعض الصالحين فإنه لا يصيبه ضر وأن الصلاح لا يرافق ابتلاء وهذا يتناقض مع نصوص كثيرة. والأمر لله من قبل ومن بعد.

قال الذهبي: عن عائشة قالت: نقب النبي صلى الله عليه وسلم أسعد على النقباء.

وعن أم خارجة: أخبرتني النوار أم زيد بن ثابت أنها رأت أسعد بن زرارة قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم، يصلي بالناس الصلوات الخمس، يجمع بهم في مسجد بناه. قالت: فانظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم صلى في ذلك المسجد وبناه، فو مسجده اليوم (٢).


= وقد أمنت. أي: ارتق، وهم القواقل. ونقل الزبيدي عن ابن هشام في سبب تسميتهم بذلك، أنهم كانوا إذا أجاروا أحدًا أعطوه سهمًا وقالوا: قوقل به حيث شئت، أي: سر به حيث شئت.
(١) ورواه ابن ماجه (٢/ ١١٥٥) ٣١ - كتاب الطب -٢٤ - باب من اكتوى. وإسناده صحيح.
ميتة سوء لليهود: فتنة لليهود حيث قالوا ما قالوا.
٢٢٤١ - أحمد في مسند (٤/ ٦٥) و (٥/ ٣٧٨) والطبقات الكبرى (٣/ ٦١٠).
(٢) ابن سعد (٣/ ٣٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>