للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن الزبير، يقولون: يا ابن ذات النطاقين، فقالت له أسماء: يا بني إنهم يعيرونك بالنطاقين، وهل تدري ما كان النطاقان إنما كان نطاقي شققته نصفين، فأوكيت قربة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحدهما، وجعلت في سفرته آخر، فكان ابن الزبير إذا عيروه بالنطاقين يقول: إيها والإله:

وتلك شكاة ظاهر عنك عارها.

٢٢٤٦ - * روى البخاري ومسلم عن أسماء بنت أبي بكرٍ. قالت: تزوجني الزبير وماله في الأرض من مالٍ ولا مملوكٍ ولا شيء غير فرسه. قالت: فكنت أعلف فرسه، وأكفيه مؤنته، وأسوسه، وأدق النوى لناضحه، وأعلفه، وأستقي الماء، وأخرز غربه، وأعجن. ولم أكن أحسن أخبز. وكان يخبز لي جارات من الأنصار. وكن نسوة صدقٍ. قالت: وكنت أنقل النوى، من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، على رأسي وهي على ثلثي فرسخ قالت: فجئت يومًا والنوى على رأسي. فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من أصحابه. فدعاني ثم قال "إخ! إخ" ليحملني خلفه. قالت:


= ذات النطاقين: النطاق: ما تشد به المرأة وسطها عند معاناة الأشغال لترفع به ثوبها.
فأوكيت: أوكيت الوعاء: إذا شددته.
أيها: زجر: ونهي (إيه) بمعنى الاستزادة، فكأنه قال: زيدوني من قولكم هذا، فإنه مما يزيدني فخرًا وشرفًا، أو أنه وجر عما بنوا عليه قولهم من إرادة عيبيه وذمه، فقال: كفوا عن جهلكم.
الإله: قم، أي: والله إن الأمر كما تزعمون، أو أن استعطاف، كما تقول: بالله أخبرني، لما تريد أن تستعلمه منه.
شكاة: الشكاة: الذم والعيب.
ظاهر عندك عارها: بعيد عنك، مجاوز لك، والبيت لأبي ذؤيب الهذلي، وأوله:
وغيرها الواشون: أني أحبها ... وتلك شكاة ظاهر عنك عارها
وذا البيت من قصيدة أولها:
هل الدهر إلا ليلة ونهارها ... وإلا طلوع الشمس ثم غيارها
أبي القلب إلا أم عمرو فأصبحت ... تحرق ناري بالشكاة ونارها
٢٢٤٦ - البخاي (٩/ ٣١٩) ٦٧ - كتاب النكاه -١٠٧ - باب الغيرة.
ومسلم (٤/ ١٧١٦) ٣٩ - كتاب السلام -١٤ - باب جواز إرداف المرأة الأجنبية إذا أعيت في الطريق.
ناضح: الناضح: البعير يستقى عليه الماء والنوى: عجم التمر كانوا يدقونه ويعلفون دوابهم.
غربة: الغرب، الدلو، يعني أنها كانت تخرز له دلوه وراويته.

<<  <  ج: ص:  >  >>