فقال النجاشيُّ: نجروا. قال عمرو: يعني تكلموا. قلت: إن بأرضك رجلاً ابن عمه بأرضنا ويزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد، وإنك إنْ لم تقطعه وأصحابه لا أقطع إليك هذه النطفة أنا ولا أحد من أصحابي أبداً، قال جعفر: صدق ابن عمي وأنا على دينه، قال: فصاح صياحاً وقال: أوهِ، حتى قلت: ما لابن الحبشية لا يتكلم؟ وقال: أنامُوسٌ كناموس موسى؟.
قال: ما تقولون في عيسى بن مريم؟ قال: أقول هو روح الله وكلمته. قال: فتناول شيئا صمن الأرض، فقال: ما أخطأ في أمره مثل هذا، فوالله لولا مُلكي لاتبعتكم وقال لي: ما كنت أبالي أن لا تأتيني أنت ولا أحد من أصحابك أبداً، أنت آمن بأرضي، من ضربك قتلته، ومن سبك غرمتهُ، وقال لآذنه: متى استأذنك هذا فائذن له إلا أن أكون عند أهلي فإن أبي إلا أن تأذن له فأذن له.
قال: فتفرقنا ولم يكن أحد أحب إليّ أن ألقاهُ من جعفرٍ، قال: فاستقبلني من طريق مرة فنظرتُ خلفه فلم أر أحداً، فنظرتُ خلفي فلم أر أحداً فدنوت منه وقلت: أتعلم أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، قال: فقد هداك الله فأثبت، فتركني وذهب، فأتيتُ أصحابي فكأنما شهدوه معي، فأخذوا قطيفة أو ثوباً فجعلوه علي حتى غموني بها قال، وجعلتُ أخرج رأسي من هذه الناحية مرة ومن هذه الناحية رمة حتى أفلتُ وما علي قشرة، فمررتُ على حبشية فأخذت قناعها فجعلته على عورتي، فأتيتُ جعفراً فدخلت عليه فقال: مالك؟ فقلتُ: أخذ كل شيءٍ لي ما ترك علي قشرة فأتيتُ حبشية فأخذت قناعها فجعلته على عورتي، فانطلق وانطلقت معه حتى أتى إلى باب الملك، فقال جعفر لآذنه: استأذن لي، قال: إنه عند أهله فأذن له فقلت: إن عمراً تابعني على ديني، قال: كلا، قلت: بلى، فقال لإنسان: اذهبْ معه فإن فعل فلا تقل شيئاً إلا كتبته، قال: فجاء فقال: نعم، فجعلتُ أقول وجعل يكتبُ حتى كتبتُ كل شيء حتى القدح، قال: ولو شئت آخذ شيئاً من أموالهم إلى مالي فعلتُ.
١٠٦ - * (١) روى الطبراني عن ابن شهاب في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة فأقام بها
١٠٦ - قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ٣١): رواه الطبراني ورجاله ثقات.