١٠ - وإذا كانت بعض الموضوعات تحتاج إلى الاستفادة من معطيات عصرنا، وإذ كانت بعض معطيات عصرنا تُظهر من معجزات نبينا صلى الله عليه وسلم الكثير، فقد كان هذا وهذا محل تركيز في هذا الكتاب.
١١ - ثم إن المسلم في عصرنا يحتاج إلى أن تفتح أمامه آفاق جديدة على الحاضر والمستقبل التزاماً وتطبيقاً، وأملاً وتفاؤلاً، وإذ كانت النصوص تعطي هذا كله فقد كان هذا محل تركيز في الكتاب، خاصة وأن بعض الموضوعات قد فهمت فهماً مغلوطاً انعكس على نفسية الأمة يأساً وإحباطاً.
١٢ - وكما أن بعض الموضوعات قد ركزت عليها شرحاً وتقديماً وتعليقاً وتلخيصاً وإلحاقاً إياها بمسائل وفوائد، فإنني سردت أحاديث بعض الموضوعات سرداً؛ لرؤيتي أن حاجة المسلم هي تملي هذه النصوص صرفاً لم تُشبْ بتعليقات الرجال.
١٣ - ومع هذا كله فإن هذا الكتاب لا يعتبر شرحاً تقليدياً للسنة ولا يعتبر تحقيقاً تقليدياً لها، ولكنه كتاب يعطيك السنة عن أقرب طريق ويعطيك فهماً لها عن أيسر طريق، الحشو فيه مستبعد، والتعقيد فيه متروك، هذا مع المحاولة بألا يفوتك شيء من الهدي النبوي إن شاء الله.
١٤ - والأصل عندي أن أختصر ما أمكن ليسهل على القارئ الاستيعاب السريع، ولذلك لم أكرر إلا حيث وجدت ملحظاً يقتضي التكرار: إما لإعلام أن أكثر من صحابي قد روى معنى من المعاني، وإما لضرورة أن يكرر حديث في أكثر من مكان إلى غير ذلك من الضرورات، ولقد أهملت بعض المعاني الفنية عمداً رغبة في الاختصار، حيث أجد أن ما أذكره كاف ليثق المسلم فيعتقد ويعمل.
ومن باب الاختصار أيضاً أنني في بداية كل حديث أذكر من أخرجه، ثم أحذف السند، وأكتفي بالصحابي الذي رواه فأقول مثلاً: روى البخاري عن أبي هريرة ... وكان ينبغي أن يقال: روى البخاري بسنده عن أبي هريرة، ولكن حذفت الجار والمجرور تخفيفاً، اعتماداً على أن هذا مفهوم من الكلام، ويستطيع القارئ الكريم أن يقدرهن بناء على معرفته بشرط هذا الكتاب.