للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هؤلاء القوم الذين اجتمعوا على صابئ لهم، قال: فنزلنا فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى توحيد الله عز وجل والإيمان، وهم يرُدون عليه ويؤذونه حتى انتصف النهار وانصدع الناس عنه، أقبلت امرأة قد بدا نحرها تحمل قدحاً ومنديلاً فتتناوله منها فشرب وتوضأ ثم رفع رأسه فقال: "يا بنية خمري عليك نحرك ولا تخافي على أبيك" قلنا: من هذه؟ قالوا: هذه زينب بنته.

١٢٨ - * روى أبو داود عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهم - قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس في الموقف، فقال: "ألا رجلٌ يحملني إلى قومه؟ فإن قريشاً منعوني أن أبلغ كلام ربي".

١٢٩ - * روى الطبراني عن مدركة بن الحارث قال: حججت مع أبي فلما نزلنا مني إذا نحن بجماعةٍ، فقلت لأبي: ما هذه الجماعة، قال: هذا الصابئ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يا أيها الناسُ قولوا لا إله إلا الله تفلحوا".

لم ينقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدعوة أبداً منذ كُلف بها. وهذه نماذج: فلا الإيذاء شخصه ولا لأهله ولا لأصحابه ولا المقاطعة أوقفته عن الدعوة صلى الله عليه وسلم، وقد وضعنا هذا الفصل بين فصل المقاطعة وفصل عام الحزن مع أنهما متتابعان حتى لا يقع في خلد أحد أن الدعوة توقفت.

* * *


= صابئ: صبأ الرجل: ترك دينه ودان بآخر. انصدع: انشق. وانصدع الصبح: أسفر. قدحاً: القدح: إناء يشرب به الماء أو النبيذ ونحوها. خمري: التخمير: التغطية. نحرك: نحر: الصدر أعلاه أو موضع القلادة.
١٢٨ - أبو داود (٤/ ٢٢٤) كتاب السنة - باب في القرآن.
والترمذي (٥/ ١٨٤) ٤٦ - كتاب فضائل القرآن، ٢٤ - باب حدثنا محمد بن إسماعيل. وقال: حسن غريب صحيح.
وابن ماجه (١/ ٧٣) - ١٢ - المقدمة - باب: فيما أنكرت الجهمة. وإسناده صحيح.
١٣٩ - المعجم الكبير (٢٠/ ٢٤٢)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ٢١): رواه الطبراني ورجاله ثقات.

<<  <  ج: ص:  >  >>