يريد إخماده؛ لأنه لو عرج به من مكة إلى السماء لم يجد لمعاندة الأعداء سبيلاً إلى البيان والإيضاح، فلما ذكر أنه أسري به إلى بيت المقدس سألوه عن تعريفات جزئيات من بيت المقدس كانوا رأوها وعلموا أنه لم يكن رآها قبل ذلك، فلما أخبرهم بها حصل التحقيق بصدقه فيما ذكر من الإسراء إلى بيت المقدس في ليلة، وإذا صح خبره في ذلك لزم تصديقه في بقية ما ذكره، فكان ذلك زيادة في إيمان المؤمن وزيادة في شقاء الجاحد والمعاند. انتهى ملخصاً.
أقول: ومن ههنا عدّ من المعجزات التي تقوم بها لحجة على الخلق، ولولا ذلك لكانت من الغيوب التي يجب الإيمان بها فقط، ولكن بإظهاره عليه الصلاة والسلام معاني ما كانت لتكون لولا وقوع الخارق قامت الحجة على الناس بأنها معجزة وأن عليهم أن يسلموا لصاحبها بالرسالة، وأن يسلموا له بما نقله من أمرها.