للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بحذف التاء، وكله صحيح معروف في اللغة، ومعناه والله ما فعلته لشيء إلا لرجاء أن أكون من أهلها. قوله (فأخرج تمرات من قرنه) هو بقاف وراء مفتوحتين ثم نون أي جعبة النُّشاب (١) ووقع في بعض نسخ المغاربة فيه تصحيف. قوله: (لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي ههذ إنها لحياة طويلة فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل) فيه جواز الانغمار في الكفار والتعرض للشهادة وهو جائز بلا كراهة عند جماهير العلماء. قوله: (وهو بحضرة العدو) هو بفتح الحاء وضمها وكسرها ثلاث لغات، ويقال أيضاً بحضر بفتح الحاء والضاد بحذف الهاء. أهـ.

وقال الأستاذ البوطي: يجوز للإمام أن يستعين في الجهاد وغيره بالعيون والمراقبين، يبثهم بين الأعداء ليكتشف المسلمون خططهم وأحوالهم وليتبينوا ما هم عليه من قوة في العدة والعدد. ويجوز اتخاذ مختلف الوسائل لذلك، بشرط أن لا تنطوي الوسيلة على الإضرار بمصلحة هي أهم من مصلحة الاطلاع على حال العدو، وربما استلزمت الوسيلة تكتماً أو نوعاً من المخادعة أو التحايل، وكل ذلك مشروع وحسن من حيث إنه وسيلة لابد منها لمصلحة المسلمين وحفظهم.

٢٨٠ - * روى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود قال: كُنا يوم بدرٍ ثلاثة على بعير كان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زميلي رسول الله صلى الله علي هوسلم قال: وكانت عقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: نحن نمشي عنك فقال: "ما أنتما بأقوى مني ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما".

أقول: إن مواساة القائد جنده بقدر ما يستطيع تستخرج من الجندي أقصى الطاقات وأعلى الطاعات وأشد الحب، وحياة الرسول صلى الله عليه وسلم مليئة بهذه المواساة والمساواة إلا إذا كان هناك عذر. أو كان هناك تقعيد لمبدأ.


(١) النشاب: النيل.
٢٨٠ - أحمد في مسنده (١/ ٤١١) وكذا في (١/ ٤٢٤).
عقبة: نوبة، أي دور أو نوبة رسول الله صلى الله علي هوسلم في المشي.
ولا أنا بأنى عن الآجر منكما: لست بغني عن الثواب. شأني شأنكم في الحاجة إلى الثواب والأجر من الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>