للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بهذه الشريعة، ووقع عند مسلم من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا الكلام أيضاً يوم أحد، وروى النسائي والحاكم من حديث علي قال: "قاتلت يوم بدر شيئاً من قتال، ثم جئت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده: "يا حي يا قيوم" فرجعت فقاتلت، ثم جئت فوجدته كذلك".

قال الخطابي: لا يجوز أن يتوهم أحد أن أبا بكر كان أوثق بربه من النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الحال، بل الحامل للنبي صلى الله عليه وسلم على ذلك شفقته على أصحابه وتقوية قلوبهم، لأنه كان أول مشهد شهده، فبالغ في التوجه والدعاء والابتهال لتسكن نفوسهم عند ذلك، لأنهم كانوا يعلمون أن وسيلته مستجابة، فلما قال له أبو بكر ما قال كف عن ذلك وعلم أنه استجيب له لما وجد أبو بكر في نفسه من القوة والطمأنينةن فلهذا عقب بقوله "سيهزم الجمع" انتهى ملخصاً.

قوله (فخرج وهو يقول: سيهزم الجمع ويولون الدبر) وفي رواية أيوب عن عكرمة عن ابن عباس لما نزلت {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} قال عمر: أي جمع يهزم؟ قال: فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يثب في الدرع ويقول: (سيهزم الجمع) أخرجه الطبري وابن مردويه. وله من حديث أبي هريرة عن عمر: (لما نزلت هذه الآية قلت: يا رسول الله أي جمع يهزم؟) فذكر نحوه وهذا مما يؤيد ما قدمته أن ابن عباس حمل هذا الحديث عن عمر ...) أهـ.

٢٩٩ - * روى البخاري عن أبي أسيد رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر: "إذا أكثبوكم" يعني أكثروكم وفي أخرى يعني: أكثروكم - "فارموهم، واستبقوا نبلكُم".

وفي أخرى لأبي داود (١) "إذا أكثبوكم فارموهم بالنبل ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم".


٢٩٩ - البخاري (٧/ ٣٠٦) ٦٣ - كتاب المغازي - باب - ١٠.
(١) أبو داود (٣/ ٥٢) كتاب الجهاد - باب: في سل السيوف عند اللقاء.
أكثبوكم: قربوا منكم، والكثب: القُربُ. غشوكم: دنوا منكم أو ازدحموا عليكم وكثروا.

<<  <  ج: ص:  >  >>