قال صاحب الفتح: قوله (آذى الله ورسوله) في رواية محمد بن محمود بن محمد بن مسلمة عن جابر عند الحاكم في الإكليل "فقد آذاناه بشعره وقوى المشركين" وأخرج ابن عائذ من طريق الكلبي أن كعب بن الأشرف قدم على مشركي قريش فخالفهم عند أستار الكعبة على قتال المسلمين، ومن طريق أبي الأسود عن عروة (أنه كان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين ويحرض قريشاً عليهم، وأنه لما قدم على قريش قالوا له: أديننا أهدى أم دين محمد؟ قال: دينكم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"من لنا بابن الأشرف فإنه قد استعلن بعداوتنا" اهـ.
أقول: هذه هي الأسباب التي أدت للحكم عليه بالقتل، وعلى كل الأحوال فهو: إما محارب فدمه هدر وإما معاهد فقد نقض بهذا عهده.
قال في الفتح: قوله: (فقام محمد بن مسلمة فقال: يا رسول الله أتحب أن أقتله)؟ في مرسل عكرمة (فقال محمد بن مسلمة هو خالي). قوله:(قال نعم) في رواية محمد بن محمود (فقال أنت له) وفي رواية ابن إسحاق (قال فافعل إن قدرت على ذلك) وفي رواية عروة (فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال محمد بن مسلمة: أقر صامتاً) ومثله عند سمويه في فوائده، فإن ثبت احتمل أن يكون سكت أولاً ثم أذن له، فإن في رواية عروة أيضاً أنه قال له:(إن كنت فاعلاً فلا تعجل حتى تشاور سعد بن معاذ، قال فشاوره فقال له: توجه إليه وإشك إليه الحاجة، وسله أن يسلفكم طعاماً) قوله (فائذن لي أن أقول شيئاً، قال: قل) كأنه استأذنه أن يفتعل شيئاً يحتال به، ومن ثم بوب عليه المصنف:(الكذب في الحرب) وقد ظهر من سياق ابن سعد للقصة أنهم استأذنوا أن يشكوا منه ويعيبوا رأيه، ولفظه (فقال له: كان قدوم هذا الرجل علينا من البلاء، حاربتنا العرب، ورمتنا عن قوس واحدة) وعند ابن إسحاق بإسناد حسن عن ابن عباس (أن النبي صلى الله عليه وسلم مشى معهم إلى بقيع الغرقد ثم وجههم فقال: انطلقوا على اسم الله، اللهم أعنهم). قوله:(إن هذا الرجل) يعني النبي صلى الله عليه وسلم. قوله:(قد سألنا صدقة) في رواية الواقدي (سألنا الصدقة، ونحن لا نجد ما نأكل) وفي مرسل عكرمة (فقالوا: يا أبا سعيد، إن نبينا أراد منا الصدقة، وليس لنا مال نصدقه). قوله:(قد عنانا) بالمهملة وتشديد النون الأولى من العناء وهو التعب. قوله:(قال وأيضاً) أي وزيادة على ذلك، وقد فسره بعد ذلك