للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال النووي: قوله: (إن تشأ لا تعبد في الأرض) قال العلماء: فيه التسليم لقدر الله تعالى والرد على غلاة القدرية الزاعمين أن الشر غير مراد ولا مقدر. تعالى الله عن قولهم. وهذا الكلام متطلب أيضاً النصر. وجاء في هذه الرواية أنه صلى الله عليه وسلم قال هذا يوم أحد، وجاء بعده أنه قاله يوم بدر، وهو المشهور في كتب السيرة والمغازي، ولا معارضة بينهما. فقاله في اليومين.

٣٧٣ - * روى الطبراني عن سعد بن أبي وقاص أن عبد الله بن جحش قال له يوم أحد: ألا تدعو الله؟ فخلوا في ناحية فدعا سعد فقال: يا رب إذا لقيت العدو فلقني رجلاً شديداً بأسه شديداً حرده أقاتله ويقاتلني، ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله وآخذ سلبه فأمن عبد الله ابن جحش ثم قال: اللهم ارزقني رجلاً شديداً حرده شديداً بأسه، أقاتله فيك ويقاتلني، ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني فإذا لقيتك غداً: قلت: من جدع أنفك وأذنك؟ فأقول: فيك وفي رسولك صلى الله عليه وسلم فتقول: صدقت قال سعد: يا بني كانت دعوة عبد الله بن جحش خيراً من دعوتي، لقد رأيته آخر النهار وإن أنفه وأذنه لمعلقان في خيط.

٣٧٤ - * روى البخاري عن أبي طلحة رضي الله عنه قال: كنت فيمن تغشاه النعاس يوم أحد، حتى سقط سيفي من يدي مراراً، يسقط وآخذه، ويسقط فآخذه.

وفي رواية الترمذي (٣) قال: غشينا ونحن في مصافنا يوم أحد، حدث أنه كان فيمن غشيه النعاس يومئذ، قال: فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه، ويسقط من يدي وآخره، والطائفة الأخرى المنافقون ليس لهم هم إلا أنفسهم، أجبن قوم وأرعبه وأخذله للحق.


٣٧٣ - أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ٣٠١)، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
حرده: حرد عليه حرداً: غضب واغتاظ فتحرش بالذي غاظه وهم به فهو حرد وحردان.
سلبه: السلب: ما يسلب من القتيل، وفي الحديث: من قتل قتيلاً فله سلبه.
٣٧٤ - البخاري (٧/ ٣٦٥) ٦٤ - كتاب المغازي - ٢١ - باب قوله تعالى: (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاساً ...) الآية.
(٣) الترمذي (٥/ ٢٢٩) ٤٨ - كتاب تفسير القرآن - ٤ - باب "ومن سورة آل عمران". عن أبي طلحة. وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>