للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يا رسول الله، فقال: "أنت" فقاتل حتى قتل، ثم التفت فإذا المشركون، فقال: "من للقوم؟ " فقال طلحة: أنا، قال: "كما أنت" فقال رجل من الأنصار: أنا، فقال: "أنت" فقاتل حتى قتل، ثم لم يزل يقول ذلك، ويخرج إليهم رجل من الأنصار، فيقاتل قتال من قبله حتى يقتل حتى بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلحة بن عبيد الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من للقوم؟ " فقال طلحة: أنا فقاتل طلحة قتال الأحد عشر، حتى ضربت يده، فقطعت أصابعه، فقال: حس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو قلت: بسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون" ثم رد الله المشركين.

٣٨٦ - * روى البخاري ومسلم عن أبي عثمان النهدي رحمه الله قال: لم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض تلك الأيام - التي قاتل فيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم - غير طلحة وسعد، عن حديثهما.

قال في الفتح: ووقع عند أبي نعيم في "المستخرج" من طريق عبد الله بن معاذ عن معتمر في هذا الحديث "قال سليمان فقلت لأبي عثمان: وما علمك بذلك؟ قال: عن حديثهما" وهذا قد يعكر عليه أن المقداد كان ممن بقي معه، لكن يحتمل أن المقداد إنما حضر بعد تلك الجولة، ويحتمل أن يكون انفرادهما عنه في بعض المقامات، فقد روى مسلم من طريق ثابت عن أنس قال: "أفرد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش" وكأنه المراد بالرجلين طلحة وسعد، وكأن المراد بالحصر المذكور في حديث الباب تخصيصه بالمهاجرين، فكأنه قال: لم يبق معه من المهاجرين غير هذين، وتعين حمله على ما أولته وأن ذلك باعتبار اختلاف الأحوال وأنهم تفرقوا في القتال، فلما وقعت الهزيمة فيمن انهزم وصاح الشيطان: قتل محمد، اشتغل كل واحد منهم بهمه والذب عن نفسه كما في حديث سعد، ثم عرفوا عن قرب ببقائه فتراجعوا إليه أولاً فأولاً، ثم بعد ذلك كان يندبهم إلى القتال فيشتغلون به. وروى ابن إسحاق بإسناد حسن عن الزبير بن


= حس: كلمة تقال عند التوجع.
٣٨٦ - البخاري (٧/ ٨٢)، واللفظ له، ٦٢ - كتاب فضائل الصحابة - ١٤ - باب ذكر طلحة بن عبيد الله.
ومسلم (٤/ ١٨٧٩) ٤٤ - كتاب فضائل الصحابة - ٦ - باب من فضائل طلحة والزبير، رضي الله تعالى عنهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>