للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يسار: أنه سمع عبد الله بن عمر يقول: فقالت جارية على ظهر بيت: وا أمير المؤمنين، قتله العبد الأسود.

قال في الفتح: وفي حديث وحشي من الفوائد غير ما تقدم ما كان عليه من الذكاء المفرط، ومناقب كثيرة لحمزة، وفيه أن المرء يكره أن يرى من أوصل إلى قريبه أو صديقه أذى، ولا يلزم من ذلك وقوع الهجرة المنهية بينهما، وفيه أن الإسلام يهدم ما قبله، والحذر في الحرب، وأن لا يحتقر المرء فيها أحداً، فإن حمزة لابد أن يكون رأى وحشياً في ذلك اليوم لكنه لم يحترز منه احتقاراً منه إلى أن أتي من قبله.

٣٩٣ - * روى الطبراني عن وحشي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: "وحشي؟ " قلت: نعم، قال: "قتلت حمزة؟ " قلت: نعم، والحمد لله الذي أكرمه بيدي ولم يهني بيديه قالت له قريش: أتحبه وهو قاتل حمزة؟ فقلت: يا رسول الله فاستغفر لي، فتفل في الأرض ثلاثة، ودفع في صدري ثلاثة، وقال: "يا وحشي اخرج فقاتل في سبيل الله كما قاتلت لتصد عن سبيل الله".

٣٩٤ - * وروى الطبراني عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نظر إلى حمزة قال: "أما والله لأمثلن بسبعين كمثلك" فنزل القرآن: (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) (١) الآية، فكفر صلى الله عليه وسلم وأمسك عن ذلك.

قال في الفتح: وروى البزار والطبراني بإسناد فيه ضعف عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى حمزة قد مثل به قال: "رحمة الله عليك، لقد كنت وصولاً للرحم، فعولاً للخير، ولولا حزن من بعدك لسرني أن أدعك حتى تحشر من أجواف شتى" ثم حلف وهو بمكانه


٣٩٣ - المعجم الكبير (٢٢/ ١٣٩) وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ١٢١)، وقال: رواه الطبراني، وإسناده حسن.
٣٩٤ - أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ١١٩)، وقال: رواه البزار والطبراني، وفيه صالح بن بشير المري، وهو ضعيف.
والبزار نحوه مطولاً كشف الأستار (٢/ ٣٢٧)، كتاب الهجرة والمغازي، باب غزوة أحد. وللحديث طرق تقوى بها.
(١) النحل: ١٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>