لقتال عدو، وإنما هو للدعاء إلى الإسلام. وقد أوضح ذلك ابن إسحاق قال: حدثني أبي عن المغيرة بن عبد الرحمن وغيره قال: قدم أبو براء عامر بن مالك المعروف بملاعب الأسنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الإسلام فلم يسلم ولم يبعد وقال: يا محمد، لو بعثت رجالاً من أصحابك إلى أهل نجد رجوت أن يستجيبوا لك وأنا جار لهم. اهـ.
أقول: وقد ابتلى الله عز وجل عامر بن الطفيل بما يشبه السرطان أو الجدري ومات في بيت امرأة من بني سلول وهي قبيلة مزدراة فكان ذلك أبلغ في الإهانة، وقد كان تهدد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغزوه بألف أشقر وألف شقراء ثم تسبب بقتل القراء فعاقبه الله عز وجل.
ومن أهم ما نأخذه من حادثة بئر معونة أنه إذا فتح لنا باب الدعوة إلى الله سلماً فعلينا أن نلجه، وأن نرسل الوفود والبعوث لذلك، وهذا يفتح أمامنا آفاقاً واسعة في العمل الإسلامي على الأرض الإسلامية أو خارجها، فحيثما أعطينا حرية الدعوة إلى الله فعلينا أن ندعو مستفيدين من الأعراف والقوانين، ويسعنا في هذه الحالة أن ننصح وأن نعمل من خلال القانون للتغيير الإسلامي الشامل، ولكن الاكتفاء بهذا القدر من العمل منوط بالفتوى من أهلها.